نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 191
إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)
فإذن ما ثم شريك على الحقيقة ، فإن كل واحد على حظِّه مما قيل فيه إن بينهما مشاركة فيه . وسبب ذلك الشركةُ المشاعة ، وإن كانت مشاعة فإن التصريف من أحدهما يزيل الإشاعة . « قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ » هذا روح المسألة . 24 - فص حكمة إمامية في كلمة هارونية اعلم أن وجود هارون عليه السلام كان من حضرة الرحموت بقوله تعالى « ووَهَبْنا لَه من رَحْمَتِنا » يعني لموسى « أَخاه هارُونَ نَبِيًّا » . فكانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أكبر من موسى سِنّا ، وكان موسى أكبر منه نبوَّة . ولما كانت نبوَّة هارون من حضرة الرحمة ، لذلك قال لأخيه موسى عليهما السلام « يَا بْنَ أُمَّ » فناداه بأمه لا بأبيه إذ كانت الرحمة للأم دون الأب أوفر في الحكم . ولولا تلك الرحمة ما صبرت على مباشرة التربية . ثم قال « لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي ولا بِرَأْسِي وفَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْداءَ » . فهذا كله نَفَسٌ من أنفاس الرحمة . وسبب ذلك عدم التثبت في النظر فيما كان في يديه من الألواح التي ألقاها من يديه . فلو نظر فيها نظر تثبت لوجد فيها الهدى والرحمة . فالهدى بيان ما وقع من الأمر الذي أغضبه مما هو هارون بريء منه . والرحمة بأخيه ، فكان لا يأخذ بلحيته بمرأى من قومه مع كبره وأنه أسن منه . فكان [1] ذلك من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله ، فلا يصدر منه إلا مثل هذا . ثم قال هارون لموسى عليهما السلام « إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ » فتجعلني سبباً في تفريقهم