نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 175
وجهاً خاصاً من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسباباً ، وليست إلا هو من حيث تفصيل [1] الأمر في نفسه . فالعارف لا يحجبه سؤاله هويَّةَ الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة . وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله ، فإن لله أمناء [2] لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضاً . وقد نصحناك [3] فاعمل وإياه سبحانه فاسأل . 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية هذه حكمة الأولية في الأسماء ، فإن الله سماه يحيى أي يحيا به ذكر زكريا . و « لَمْ نَجْعَلْ لَه من قَبْلُ سَمِيًّا » فجمع بين حصول الصفة التي فيمن غَبَرَ ممن ترك ولداً يحيا به ذكرُه وبين اسمه بذلك . فسماه يحيى فكان اسمه يحيى كالعلم الذوقي ، فإن آدم حيي ذكره بشيث ونوحاً حيي ذكره بسام ، وكذلك الأنبياء . ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العَلم منه وبين الصفة إلا لزكريا [4] عناية منه إذ قال « فَهَبْ لِي من لَدُنْكَ وَلِيًّا » فقدم الحقَّ على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها « عِنْدَكَ بَيْتاً في الْجَنَّةِ » فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكاراً لما طلب منه نبيه زكريا ، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عَقِبِه إذ الولد سر أبيه ، فقال « يَرِثُنِي ويَرِثُ من آلِ يَعْقُوبَ » وليس ثَمَّ موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه . ثم إنه بشره بما قدمه من سلامه عليه يوم