responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 174


يستجب لي وهو ما دعاه ، وإنما جنح إلى سبب خاص لم يقتضه الزمان ولا الوقت .
فَعَمِلَ أيوب بحكمة الله إذ كان نبياً ، لِمَا عَلِمَ أن الصبر الذي هو حبس النفس عن الشكوى عند الطائفة [1] ، وليس ذلك بحد للصبر عندنا . وإنما حده حبس النفس عن الشكوى لغير الله لا إلى الله . فحجب الطائفةَ نظرُهم في أن الشاكي يقدح بالشكوى في الرضا بالقضاء ، وليس كذلك ، فإن الرضا بالقضاء لا تقدح فيه الشكوى [2] إلى الله ولا إلى غيره ، وإنما تقدح في الرضا بالمقضي . ونحن ما [3] خوطبنا بالرضا بالمقضي . والضر هو المقضي ما هو عين القضاء . وعلم أيوب أن في [4] حبس النفس عن الشكوى إلى الله في رفع الضر مقاومَةَ القهر الإلهي ، وهو جهل بالشخص إذ ابتلاه الله بما تتألم منه نفسه ، فلا يدعو [5] الله في إزالة ذلك الأمر المؤلم ، بل ينبغي له عند المحقق أن يتضرع ويسأل الله في إزالة ذلك عنه ، فإن ذلك إزالة عن جناب الله عند العارف صاحب الكشف : فإن الله قد وصف نفسه بأنه يؤذي فقال « إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله ورَسُولَه » . وأي أذىً أعظم من أن يبتليك ببلاء عند غفلتك عنه أو عن مقام إلهي لا تعلمه لترجع إليه بالشكوى فيرفعه عنك ، فيصح الافتقار الذي هو حقيقتك ، فيرتفع عن الحق الأذى بسؤالك إياه في رفعه عنك ، إذ أنت صورته الظاهرة .
كما جاع بعض العارفين فبكى فقال له في ذلك من لا ذوق له في هذا الفن معاتباً له ، فقال العارف « إنما جوعني لأبكي » . يقول إنما ابتلاني بالضر لأسأله في رفعه عني ، وذلك لا يقدح في كوني صابراً . فعلمنا أن الصبر إنما هو حبس النفس عن الشكوى لغير الله ، وأعني بالغير وجهاً خاصاً من وجوه الله . وقد عين الله الحق



[1] يقول القاشاني الطائفة أي المتقدمين من الشرقيين من أهل اللَّه
[2] ن : بالشكوى لا إلى
[3] ن : فما
[4] « ا » و « ن » : في ذلك
[5] ا : يدعو إلى اللَّه .

174

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست