responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 167


18 - فص حكمة نَفْسيَّة في كلمة يونُسية اعلم أن هذه النشأة الانسانية بكمالها روحاً وجسماً ونفساً خلقها الله على صورته ، فلا يتولى حل نظامها إلا من خلقها ، إما بيده - وليس إلا ذلك [1] - أو بأمره . ومن تولاها بغير أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فيها وسعى في خراب من أمَرَه الله بعمارته . وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغَيْرة في الله . أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مراراً ، فكلما فرغ منه تهدَّم ، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء ، فقال داود يا رب ألم يكن ذلك في سبيلك ؟ قال بلى ! ولكنهم أليسوا عبادي ؟ قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني ، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه . فالغرض من هذه الحكاية مراعاة هذه النشأة الانسانية ، وأن إقامتها أولى من هدمها . الا ترى عدو الدين قد فرض الله في حقهم الجزية والصلح إبقاءً عليهم ، وقال « وإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وتَوَكَّلْ عَلَى [2] الله » ؟ الا ترى من [3] وجب عليه القصاص كيف شُرِّع لولي الدم أخذُ الفدية أو العفو ، فإن أَبى حينئذ يقتل ؟ الا تراه سبحانه [4] إذا كان أولياء الدم جماعة فرضي واحد بالدية أو عفا ، وباقي الأولياء لا يريدون إلا القتل ، كيف يراعَى من عفا ويرجَّح على من لم يعف فلا يقتل



[1] ا : ذاك - والجملة « وليس إلا ذلك » معترضة بين قوله : « إما بيديه أو بأمره » . فكأنه قال إما بيديه أو بأمره وليس إلا ذلك
[2] « على اللَّه » ساقطة في ا
[3] ب : أن من
[4] الكلام على تقدير قد قضى أو حكم أنه . . إلخ .

167

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست