responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 151

إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)


16 - فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية « إِنَّه » يعني الكتاب « من سُلَيْمانَ ، وإِنَّه » أي مضمون الكتاب « بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » . فأخذ بعض الناس في تقديم اسم سليمان على اسم الله تعالى ولم يكن كذلك . وتكلموا في ذلك بما لا ينبغي مما لا يليق بمعرفة سليمان عليه السلام بربه . وكيف يليق [1] ما قالوه [2] وبلقيس تقول فيه « أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ » أي يكْرم عليها [3] . وإنما حملهم على ذلك ربما تمزيق كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما مزقه حتى قرأه كله وعرف مضمونه . فكذلك كانت تفعل بلقيس لو لم توفق لما وقفت له . فلم يكن يحمي الكتابَ عن الإحراق لحرمة [4] صاحبه تقديم اسمه عليه السلام على اسم الله عز وجل ولا تأخيره .
فأتى سليمان بالرحمتين : رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحيم .
فامتن بالرحمن وأوجب بالرحيم . وهذا الوجوب من الامتنان . فدخل الرحيم في الرحمن دخول تضمن . فإنه [5] كتب على نفسه الرحمة سبحانه ليكون ذلك للعبد بما ذكره الحق من الأعمال التي يأتي بها هذا العبد ، حقاً على الله تعالى أوجبه له على نفسه يستحق بها هذه الرحمة - أعني رحمة الوجوب . ومن كان من العبيد بهذه المثابة فإنه يعلم من هو العامل منه . والعمل مقسَّم على ثمانية أعضاء من الإنسان .
وقد أخبر الحق أنه تعالى هُوِيّة كل عضو منها ، فلم يكن العامل غير الحق ، والصورة



[1] ب : ما يليق
[2] ن : ما قالوا
[3] ن : علينا
[4] « ا » و « ب » : بحرمة بالباء - وفي العبارة تقديم وتأخير تقديره فلم يكن يحمي الكتاب عن الإحراق تقديم اسمه ( أي اسم سليمان ) لحرمة صاحبه ولا تأخيره
[5] فإنه تعالى .

151

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست