نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 150
عرْض عرْض [1] وعين عين « إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » . فلو رأى في ذلك العرض ما يوجب تقديم الحق وإيثار جنابه لدعا عليهم لا لَهُمْ . فما عرض عليه إلا ما استحقوا [2] به ما تعطيه هذه الآية من التسليم لله والتعريض لعفوه [3] . وقد ورد أن الحق إذا أحب صوت عبده في دعائه إياه أخر الإجابة عنه حتى يتكرر ذلك منه حباً فيه لا إعراضاً عنه ، ولذلك [4] جاء بالاسم الحكيم ، والحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها [5] ولا يَعْدِل بها عما تقتضيه وتطلبه حقائقها بصفاتها . فالحكيم العليم [6] بالترتيب . فكان صلى الله عليه وسلم بترداد هذه الآية على علم عظيم من الله تعالى . فمن تلا فهكذا [7] يتلو ، وإلا فالسكوت أولى به . وإذا وفق الله عبداً [8] إلى النطق [9] بأمر ما فما وفقه الله إليه إلا وقد أراد إجابته فيه وقضاء حاجته ، فلا يستبطئ أحد ما يتضمنه ما وُفق له ، وليثابر مثابرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الآية في جميع أحواله حتى يسمع بأذنه أو بِسَمْعِه كيف شئت أو كيف أسمعك الله الإجابة . فإن جازاك بسؤال اللسان أسمعك بأذنك ، وإن جازاك بالمعنى أسمعك بسمعك . .
[1] ا : عرض عليه - ن : عرض فقط [2] ا : يستحقوا [3] ن : لغيره [4] « ا » و « ن » : وكذلك [5] ب : في مواضعها [6] أي الذي يعلم الترتيب [7] ن : بها بدلًا من هكذا [8] « ب » و « ن » العبد [9] « ب » و « ن » : نطق
150
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 150