كم غرّة من ظاهر في الدرّة * - للَّه درّة - فما أبرّه وقال في شرح البيت الأخير : « كم غرّة من ظاهر في الفقه في الدرّة النجفيّة ، المنظومة في ظواهر مسائل الفقه ، للَّه درّها - أي درّ صاحبها ، نظير الكتاب الحكيم - فما أبرّه - صيغة التعجّب - والمنظور من هذا البيت الحوالة في الظاهر إليها وإلى أمثالها . » . على أنّ النبراس منظوم على وزان الدرّة النجفية - في بحر الرجز - ويتشابه في بعض الأبيات معها كثير التشابه ، على ما في الدرّة من التفصيل والتعرّض الأكثر لفروعات الأحكام ، وفي النبراس التعرّض لرؤس المسائل فقط لتكون المسألة ذريعة إلى بيان الأسرار : جاء في الدرّة النجفيّة في الغسل ( ص 26 ) : الغسل غسل عمّ كل البشرة * بنيّة في مثله مقرّرة رتّبه إن شئت وإن شئت ارتمس * والفضل في الترتيب بالفضل التمس بالرأس فابدء واليمين قدّم * على اليسار وبغسله اختم ولا تجر عكسا ولا جمعا عدا * جمع به غسل ارتماس قصدا النبراس : الغسل غسل الرأس ثم الأيمن * فالأيسر مع نيّة تقارن ولا موالاة ، وترتيب شرط * إلا في الارتماس إنّه سقط الدرة في القبلة : وقيل بل يستقبل النائي الحرم * ومن به فالمسجد الحرام أم ومن به فالبيت ، للرواية * وأولت النص والدراية النبراس : قول ولم أكن له بمسعد * أن كعبة قبلة أهل المسجد والمسجد قبلة أهل الحرم * والحرم قبلة أهل العالم على أنّ المؤلَّف في نظم المسائل الفقهيّة ينحو نحو اللمعة الدمشقيّة للشهيد الأول - قده - ناظرا إلى شرحها الروضة البهيّة للشهيد الثاني - قده - وذلك إلى درجة يمكنك أن تسمّي النبراس « نظم اللمعة الدمشقيّة » في الأبواب التي أوردها صاحب النبراس ، فكثيرا ما ترى الألفاظ - ولا المعاني فقط - مأخوذة من اللمعة الدمشقيّة ، كما أنه يسلك في ترتيب العناوين والمسائل أيضا على سياقها .