نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 80
والحروف النفسية الإنسانية ، ولا سيّما والاسم العلم لا يوضع إلَّا لما كان معلوما وهو من حيث هو هو لا يعلم - كما مرّ مرارا - فيمنع عن وضع الاسم العلم عليه . وأيضا : الأسماء والألفاظ دالَّات على المشخّصات الذهنية لا على أعيان الموجودات العينية لأنّها تدلّ على المعاني ، وهي أمور ذهنية عناها العاني ، والذات المنزّهة تجلّ وتعظم عن جميع التشخّصات والتصوّرات والتعينات الخارجية والذهنية والعقلية ، وليس من عالم اللفظ اسم مفرد مركَّب من حروف يسيرة تركيبا جزئيا تقييديا ، له دلالة تامّة على الذات المطلقة على سبيل المطابقة ، فليس لها منه اسم علم ، وإنّما الممكن للعارفين به - سبحانه - والعالمين أن يعرّفوه بالألفاظ الدالَّة على نسبته الذاتية وحقائقه الصفاتية لا غير . خاتمة للتكملة [ في الاسم الأعظم ] اعلم : أنّ الاسم الأعظم - الذي اشتهر ذكره ، وطاب خبره ونشره ، ووجب طيّه عن علوم [1] الخلق ، وحرم تعريفه ونشره - من عالم الحقائق والمعاني حقيقة ومعنى ، ومن عالم الصور والألفاظ صورة ومعنى . أمّا حقيقته فهي أحدية جمع جمع الحقائق الجمعية الكمالية . وأمّا معناه فهو الإنسان الكامل في كل عصر ، وهو قطب الأقطاب ، حامل الأمانة الإلهية ، خليفة الله ونائبه الظاهر بصورته التي خلق عليها آدم عليه السّلام . [ و ] أمّا صورته حسّا فهي صورة كامل ذلك العصر . وهذا العلم الذي ذكرناه كان محرّما على جميع الأمم قبل نبيّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، وأنّه كان محرّما على سائر الأمم قبلنا لأنّ الحقيقة الإنسانية الكمالية لم تكن ظهرت بعد في أكمل صورتها ، بل كانت في ظهورها بحسب قابلية كامل ذلك العصر فحسب ، فلمّا وجد معنى الاسم وصورته حقيقة بوجود رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أباح الله العلم به - أعني بمعنى الاسم الأعظم - في أمّته التي هي خير أمّة