نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 77
وكواكب هذه الأفلاك وأنوارها صور [1] حقائق الربوبية ، وأنوار النسب الإلهية الوجوبية ، ونقط حقائق محيط فلك الذات الإلهية . ولكل حقيقة كلية فلك يدور على مركز حقيقتها وبحركتها تتعيّن نقط محيط فلكها وهي حقائق النسب الفرعية ، وهذه الأفلاك متداخل بعضها في البعض بحسب حقائقها ، ودرج مراتبها ودقائقها ، وبحسب توجّهاتها إلى مظاهرها وامتداد دقائقها [2] لإمدادها من خلائقها ، وبتفصيل عظيم ليس هاهنا موضع تشكيلها ورسمها على تفصيلها ، نذكرها بإذن الله في كتاب الألوهية ، إن شاء الله تعالى وهو الموفّق . وصل في وصل وإذا تقرّر ما ذكرنا ، فاعلم : أنّ المرآة - الكلَّية الكريّة الإنسانية المجلوّة المذكورة أوّلا - هي في حاقّ المركزية التي للدائرة العظمى ، ومالها حركة أصلا ، بل على تمكَّنها المركزي القطبي ، ولكنّ الدائرة المحيطة الهائية الكلَّية تقابل في حركتها الكلية - المحيطة بكل حقيقة حقيقة من حقائق العالمين في كل آن من الزمان - كلّ جزء جزء فرضناه من هذه الأكرة المذكورة ، فتظهر بالضرورة في ذلك الجزء من المرآة صورة الحقيقة المقابلة من دائرة الهوية فيكون أحد طرفي الكرة المجلوّة - دائما - جامعا محيطا بجميع النقوش والصور والنقط ، الذي يحاذيه من دائرة الهاء الكبرى ، فأحد شطري أحد شطريه وسع جميع ما في حضرة الوجوب من الحقائق الأسمائية والنسب الربانية ، وكذلك وسع ثانيهما جميع ما في حضرة الإمكان من صور الأكوان ، فهو من هذا الوجه حق خلق دائما ، واجب ممكن ، جامع بين الحقّية والخلقية ، وهو من جهة أحد شطرية الآخر مطلق على جميع هذه الأمور الربانية والنقوش الكيانية في محاذاة الإطلاق الذاتية ، ولا إحاطة ولا جمعية فوق هذه الإحاطة والجمعية ، فاستحقّ الإنسان الكامل - لهذه الأسرار بهذا الاعتبار - أن يكون دالَّا على ذات الموجد دلالة مطابقة علميّة يقوم مقام الإشارة إليها