نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 730
الماء [1] يتلوّن بحسب لون إنائه ، فإنّ الحق لذاته يقتضي القبول لكل نعت والظهور بكل وصف بحسب الواصف والحاكم والعالم به ، فإن كان العالم صاحب اعتقاد جزئي نسبي ، ظهر في معتقدة ، ومن لا حسبان له في علمه بالله ، بحسب عقد معيّن ولم يتقيّد في معرفته وشهوده بعقيدة معيّنه دون غيره ، بل يكون علمه ومعرفته بالله وشهوده له إحاطته بالجميع بحيث لا يشذّ عنه صورة إلا وعنده له وجه حقيقة ، وسع الحق وغمره بتجلَّيه وأنانيّته كما قال - رضي الله عنه - : < شعر > عقد الخلائق في الإله عقائدا وأنا شهدت جميع ما اعتقدوا < / شعر > فذلك هو العارف العالم الذي لا لون له يخرج الماء إلى ذلك اللون ويكسبه ما ليس له إلَّا فيه لا في نفسه ، وفي قوله - رحمة الله عليه - دلالة على أنّ سائله لم يكنّ إلَّا صاحب عقد معيّن ، فأجابه الجنيد بجواب كلَّي يفيد الكلّ معرفة بالمعرفة بالله ، فرقاه إلى ما فوق معتقده ، فإنّ من كان على ما ذكرنا لا لون له ، فيظهر الحق بحسبه ، كما هو - تعالى - في نفسه ، ولقد أشرت إلى هذا المقام بأبيات وردت عقيب شهود كلَّي وفناء حقيقي ، اتّفق في عشر ذي الحجّة ، خلوت بالحق في بيت الخلوة الذي للجنيد عليه السّلام [2] بمحروسة [3] « دار السلام » ، وهي كثيرة منها في المقام ، شعر : < شعر > حرام على عيني معاينة السوي وحلّ دمي إن كان غيرك في عيني لقد كنت عيني حيث كنت ولم أكن وكنت عن الأغيار في عزة الصون . فكن لك بي لا لي كما كنت دائما أكن لك عين الكلّ فيك بلا كوني فلا « أين » يحويني ولا « كيف » حاصري ولا في هيولى الكلّ منحصر عيني يقولون : لون الماء لون إنائه أنا الآن من ماء إناء بلا لون < / شعر > . والله الموفّق المؤيّد للمؤيّد الموفّق . قال - رضي الله عنه - : « فإذا صلَّينا نحن ، كان لنا الاسم « الآخر » فكنّا فيه
[1] كذا . والصحيح : ولكنّ الماء يتلوّن . [2] م : رضي اللَّه عنه . [3] ف : بمحروسية .
730
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 730