responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 715


* ( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْه ُ نارٌ ) * [1] وإنّما فسّرت قوله : « روحه » بالنفس ، لأنّ الروح غير متعلَّق وإنّما المتعلَّق هو النار ، والنور محمول في النار ، كقيام العقل - وهو الروح - بالنفس الناطقة .
قال - رضي الله عنه - : « فبطن نفس الحق [2] فيما كان به الإنسان إنسانا ، ثم اشتقّ له شخصا على صورته ، فسمّاه امرأة ، فظهرت بصورته ، فحنّ إليها حنين الشيء إلى نفسه ، وحنّت إليه حنين الشيء إلى وطنه ، فحبّب إليه النساء ، فإنّ الله أحبّ من خلقه على صورته ، وأسجد له ملائكته النوريين على عظم قدرهم ومنزلتهم وعلوّ نشأتهم الطبيعية ، فمن هناك وقعت المناسبة ، والصورة أعظم مناسبة [3] وأجلَّها وأكملها ، فإنّها زوج أي شفعت وجود الحق ، كما كانت المرأة شفعت بوجودها الرجل ، فصيّرته زوجا ، فظهرت الثلاثة : حق ، ورجل ، وامرأة ، فحنّ الرجل إلى ربّه الذي هو أصله حنين المرأة إليه » .
يعني - رضي الله عنه - : لمّا كان على صورة ربّه ، بل هو صورة ربّه في عصره والحق هوية هذه الصورة وروحها ، فهو بصورته شفع الحق الواحد الأحد الوتر ، فإنّ الإنيّة تشفع الهوية ، كما يشفع الزوج الزوج بوجوده .
قال - رضي الله عنه - : « فصيّرته زوجا » أي شفعت الزوجة الزوج ، فصيّرته زوجا ، لأنّ كل زوج على صورة زوجه .
قال - رضي الله عنه - : « فحبّب إليه ربّه النساء ، كما أحبّ الله من هو على صورته ، فما وقع الحبّ إلَّا لمن تكوّن عنه ، وقد كان حبّه لمن تكوّن منه وهو الحق ، فلهذا قال : « حبّب إليّ » ولم يقل : أحببت من نفسي [4] ، لتعلَّق حبّه بربّه الذي هو على صورته ، حتى في محبّته لامرأته ، فإنّه أحبّها بحبّ الله إيّاه تخلَّقا إلهيا . ولمّا أحبّ الرجل المرأة طلب الوصلة - أي [5] غاية الوصلة التي تكون في المحبّة - فلم يكن في صورة



[1] النور ( 24 ) الآية 35 .
[2] في النسخ : نفس الرحمن .
[3] تجوز قراءته منصوبا على التميز أيضا .
[4] في بعض النسخ : حبّبت من نفسه . وفي بعضها : أحببت من نفسه .
[5] في بعض النسخ : الوصلة إلى غاية الوصلة .

715

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 715
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست