responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 712


حيث الأصل يشتاق إلى نفسه في مرتبة التقييد ، فيكون حينئذ اشتياق الحق أشدّ ، لكون شوقه - تعالى - ضعف الشوق الظاهر من المسمّى عبدا ، إذ هو المشتاق إلى نفسه من حيثيّتين في مرتبتين له ، ذاتيّتين ، فافهم ، فإنّه عاد من مقام قوله : من تقرّب إليّ شبرا ، تقرّبت منه ذراعا ، ومن تقرّب إليّ ذراعا ، تقرّبت منه باعا ، ومن أتاني يمشي ، أتيته هرولة .
قال - رضي الله عنه - : « فشوق الحق لهؤلاء المقرّبين مع كونه يراهم ، فيحبّ أن يروه » .
يعني : بارتفاع حجابية التعيّن من العين ، الموجب في زعمه بالبين في البين ، وبارتفاعه يرتفع الغين من العين ، فتقرّ العين بالعين ، فيقرب أين العين من العين ، إن شاء الله تعالى .
قال - رضي الله عنه - : « ويأبى المقام ذلك ، فأشبه قوله : * ( حَتَّى نَعْلَمَ ) * [1] مع كونه عالما ، فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصّة التي لا وجود لها إلَّا عند الموت ، فيبلّ بها شوقهم إليه ، كما قال في حديث التردّد - وهو من هذا الباب - : « ما تردّدت في شيء أنا فاعله تردّدي في قبض نسمة [2] عبدي المؤمن يكره الموت ، وأنا أكره مساءته ، ولا بدّ له من لقائي » يعني ليس ذلك إلَّا بارتفاع الحجاب واندفاع الحجّاب من الباب . « فبشّره بلقائه ، وما قال له : ولا بدّ له من الموت ، لئلَّا يهمّه [3] بذكر الموت ، ولمّا كان لا يلقى الله [4] إلَّا بعد الموت - كما قال عليه السّلام : « إنّ أحدكم لا يرى ربّه حتى يموت » - لذلك قال تعالى :
ولا بدّ له من لقائي ، فاشتياق الحق لوجود هذه النسبة » .
قال العبد : ولأنّ الشوق إنما يكون ممّن أحبّ وشهد محبوبه ، ثمّ وقع الفراق ، وامتنع الوصال والاعتناق ، فينبعث باعث طلب الاتّحاد والاشتباك بتقوية ما به الاشتراك ،



[1] محمد ( 47 ) الآية 31 .
[2] في بعض النسخ : تردّدي في قبض عبدي .
[3] في بعض النسخ : لئلَّا يغمّه .
[4] في بعض النسخ : الحقّ .

712

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 712
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست