نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 693
تشهد له بالقدرة عليه وإظهار الأثر فيه ، لأنّ الحق في رتبة فرعون من الصورة الظاهرة ، لها [1] التحكَّم على المرتبة التي كان فيها ظهور موسى في ذلك المجلس ، فقال له - يظهر [2] له المانع من تعدّيه عليه : * ( أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ ) * [3] فلم يسع فرعون إلَّا أن يقول له : * ( فَأْتِ به إِنْ كُنْتَ من الصَّادِقِينَ ) * [4] حتى لا يظهر فرعون عند الضعفاء الرأي من قومه بعدم الإنصاف ، فكانوا يرتابون فيه ، وهي الطائفة التي استخفّها فرعون * ( فَأَطاعُوه ُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ ) * [5] أي خارجين عمّا تعطيه العقول الصحيحة من إنكار ما ادّعاه فرعون باللسان الظاهر في العقل ، فإنّ له حدّا يقف عنده إذا جاوزه صاحب الكشف واليقين ، ولهذا جاء موسى بالجواب بما يقبله المؤمن [6] والعاقل خاصّة * ( فَأَلْقى عَصاه ُ ) * وهي صورة ما عصى به فرعون موسى في إبائه عن إجابة دعوته ، * ( فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ ) * [7] أي حيّة ظاهرة ، فانقلبت المعصية التي هي السيّئة طاعة [ أي ] حسنة ، كما قال : * ( يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ) * [8] يعني في الحكم ، فظهر الحكم هنا عينا متميّزة في جوهر واحد ، فهي العصا وهي الحيّة والثعبان الظاهر فالتقم أمثاله من الحيّات - من كونها [9] حيّة - والعصا من كونها عصيّا [10] ، فظهرت حجّة موسى على حجج فرعون في صورة عصيّ وحيّات وحبال ، فكانت السحرة [11] الحبال ، ولم يكن لموسى حبل ، والحبل : التلّ الصغير ، أي مقاديرهم بالنسبة إلى قدر موسى بمنزلة الحبال
[1] الضمير راجع إلى الحقّ باعتبار الصورة الظاهرة . [2] حال من فاعل قال وهو موسى . [3] الشعراء ( 26 ) الآيتان 30 - 31 . [4] الشعراء ( 26 ) الآيتان 30 - 31 . [5] الزخرف ( 43 ) الآية 54 . [6] في بعض النسخ : الموقن . [7] الشعراء ( 26 ) الآية 32 . [8] الفرقان ( 25 ) الآية 70 . [9] الضمير راجع إلى العصا ، لأنّها مؤنّث مجازي . [10] في بعض النسخ - وهو الصحيح - : والعصيّ من كونها عصا . والعصيّ عطف على « الحيّات » . [11] في بعض النسخ - وهو الصحيح - : للسحرة .
693
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 693