responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 684


* ( فَلا تُصاحِبْنِي ) * [1] فنهاه عن صحبته ، فلمّا وقعت منه الثالثة » [2] .
قال العبد : هذه الأحوال - التي يقصّ علينا - كلَّها صور أحوال للروح الإنساني الكمالي الإلهي من أوّل تعيّنه في المزاج الجسماني العنصري ، كما أومأنا إليه في حكمة تحريم المراضع ، فلنذكر من بعض ما يبقى [3] من أسرارها والله الموفّق .
وذلك أنّ تربية الروح الإنساني وتغذيته إنّما تكون في بدو الفطرة وأوّل النشأة بالقوى الطبيعية التي للروح الطبيعي الشهودي الذي صورته الدم ، والروح الحيواني الذي صورته البخار المتّصل من لطائف الروح الطبيعي ، وتربية الروح الإنساني النفساني الذي تعيّنه في القوى النفسانية وقوى الروح العقلي وخصائصه بهيئة أحدية جمعية اعتدالية بين قوى الروح النفساني ، وهذه القوى مختلط ومرتبط بعضها بالبعض في أوّل النشء والنماء .
والروح الإنساني ، وإن كانت ولادته وتعيّنه في تلك الهيئة العادلة الفاضلة الحاصلة بين قوى الروح النفساني فيمن سبقت له العناية الإلهية الأزلية ، ولكنّ القوى الروحية الحيوانية ، وقوى الروح الطبيعيّ غالبة في بدو النشء ، وكذلك كانت تربية موسى في حجر أمّها التي هي صورة أفضل القوى الخصيصة بتربية الروح من قوى الطبيعة ، ولكن كان بين آل فرعون - الذي هو صورة الهوى الطبيعي والحيواني - وآله صور القوى السبعية والشهوية التي للروح الحيواني والطبيعي وكانوا هم الغالبين إذ ذاك ، ثمّ لمّا تمّ نشؤه وتكاملت قواه وبلغ أشدّه واستوى وميّز بين القوى الروحانية الإنسانية ، الإلهية وبين القوى الحيوانية الغضبيّة وبين القوى النفسانية الإنسانية وحصل على علم الفرقان بينها ، حينئذ فضّل القوى الروحانية الإنسانية على القوى الطبيعية كتفضيل موسى وآله من بني إسرائيل على قوى الهوى التي هي حقائق آل فرعون .
وأمّا قتله القبطيّ فهو صورة إبطال الروح العقلي لبعض القوى الانحرافية



[1] الكهف ( 18 ) الآية 76 .
[2] جواب لمّا يأتي في المتن الآتي . أي فلمّا وقعت المسألة منه في المرتبة الثالثة قال .
[3] كذا ، والصحيح : بقي .

684

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 684
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست