responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 673


فرعون ممّن يئس [1] ، ما بادر إلى الإيمان ، فكان موسى عليه السّلام كما قالت امرأة فرعون عنه :
إنّه * ( قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ [ لا تَقْتُلُوه ُ ] عَسى أَنْ يَنْفَعَنا ) * [2] وكذلك وقع ، فإنّ الله نفعهما به عليه السّلام إذا كانا [3] ما شعرا بأنّه هو النبيّ الذي يكون على يديه هلاك ملك فرعون وهلاك آله » .
قال العبد : قد تقرّر في نفوس العامّة من المسلمين وغيرهم من اليهود والنصارى أنّ فرعون كافر وأنّه من أهل النار بما ثبت عنه قبل الغرق من المعاداة لنبيّ الله ولنبي إسرائيل وبما قال : * ( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلى ) * [4] وبقوله : * ( ما عَلِمْتُ لَكُمْ من إِله ٍ غَيْرِي ) * [5] وبأفعاله السيّئة إذ ذاك ، ولكنّ القرآن أصدق شاهد بإيمانه عند الغرق قبل أن يغرغر ، بل حال تمكَّنه من النطق بالإيمان وعلمه بأنّ النجاة حصر في ذلك ، فقال : آمنت بالَّذى * ( آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا من الْمُسْلِمِينَ ) * [6] وهذا إخبار صحيح لا يدخله النسخ ، ولكنّ فيه دليلا أيضا أنّه لم يكن مؤمنا قبل هذا الإيمان ، كما زعم أهل الأخبار أنّه كان مؤمنا في الباطن ، وأنّه كان يكتم إيمانه عن قومه سياسة حكمية ، إذ لا دليل على ذلك من القرآن ولا فيما صحّ من الحديث ، فلم يكن إيمانه إلَّا عند الغرق بالاستدلال على وجود الله وكمال قدرته بما رأى أنّه أنجى بني إسرائيل الذين آمنوا به من الغرق ، فآمن به ، إمّا طلبا للنجاة أو إيمانا لا لعلَّة .
قال - رضي الله عنه - : « ولمّا عصمه الله من فرعون * ( أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً ) * [7] من الهمّ الذي كان قد أصابها » .
قال العبد : أمّ موسى صورة المزاج القابل للروح الإنساني من طبيعته الخاصّة



[1] في بعض النسخ : ممّن ييأس .
[2] القصص ( 28 ) الآية 9 .
[3] في بعض النسخ : وإن كانا .
[4] النازعات ( 79 ) الآية 24 .
[5] القصص ( 28 ) الآية 38 .
[6] يونس ( 10 ) الآية 90 : آمنت أنّه لا إله إلَّا الذي آمنت به . . . الآية .
[7] القصص ( 28 ) الآية 10 .

673

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 673
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست