responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 638


عينها في حالة واحدة على السواء ، وهذا صورة الأمر في التجلَّي ، فإنّ المتجلَّي والمتجلَّى له والتجلَّى وكون المتجلَّى متجلَّيا والمتجلَّى له متجلَّى له هو الحق الواحد عينه ، المستغرق لجميع هذه الاعتبارات التي يتعقّلها العقل ، والامتياز والفرقان ليس إلَّا في العقل والصور المتعقّلة المفروضة المنتزعة عن العين ، والدليل على ذلك أحدية العين ، فإنّ واحدا أحد ما ثمّ إلَّا هو ، فانظر ما ذا ترى ، وتأمّل مليّا تجده واضحا جليّا .
قال - رضي الله عنه - : « وإذا كان الأمر في العلَّة [1] بهذه المثابة ، فما ظنّك باتّساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ؟ فلا أعقل من الرسل - صلوات الله عليهم - وقد جاؤوا بما جاؤوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل » يعني في طور العقل .
« وزادوا ما لا يستقلّ العقل بإدراكه وما يحيله العقل رأسا ويقرّ به في التجلَّي [2] فإذا خلا بعد التجلَّي بنفسه ، حار فيما رآه ، فإن كان عبد ربّ ، ردّ العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ، ردّ الحق إلى حكمه ، وهذا لا يكون إلَّا ما دام في هذه النشأة الدنياوية محجوبا عن نشأته الآخرة في الدنيا » .
يعني : يكون في هذه النشأة أبدا مقيّدا فيحار ويجار عن الحق ، ولا يجار إليه ، حتى يجيره عمّا يحيّره ، ويخبر بما يخبره .
قال - رضي الله عنه - : « فإنّ العارفين يظهرون هنا كأنّهم في الصورة الدنياوية لما يجري عليهم من أحكامها ، والله - تعالى - قد حوّلهم في بواطنهم في النشأة الأخراوية ، لا بدّ من ذلك ، فهم بالصورة مجهولون إلَّا لمن كشف الله عن بصيرته ، فأدرك ، فما من عارف بالله من حيث التجلَّي الإلهي [ إلَّا ] وهو على النشأة الآخرة قد حشر في دنياه » أي جمع ليوم الجمع « ونشر من قبره » أي انطلق عن قيده ولم يتقيد بتعينه ، « فهو يرى ما لا يرون ويشهد ما لا يشهدون عناية من الله ببعض عباده في ذلك . فمن أراد العثور على هذه الحكمة الإلياسية الإدريسية الذي أنشأه الله نشأتين ، وكان نبيّا قبل نوح ، ثم



[1] في بعض النسخ : في العلَّيّة .
[2] في بعض النسخ : التجلَّي الإلهي .

638

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 638
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست