responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 637


- إذا رأى الأمر على خلاف ما أعطاه الدليل النظري - : إنّ العين بعد أن ثبت أنّها واحدة في هذا الكثير ، فمن حيث هي علَّة في صورة من هذه الصور لمعلولها في حال كونها علَّة ، بل ينتقل الحكم بانتقالها في الصور ، فتكون معلولة لمعلولها ، فيصير معلولها علَّة لها . هذا غايته إذا كان قد رأى الأمر على ما هو عليه ، ولم يقف مع نظره الفكري » .
يشير إلى أنّ العلَّية معلولة وجودا وتقديرا لمعلوليّة المعلول ، لأنّه لولا معلولية المعلول لم تتحقّق علَّية العلَّة ، وحينئذ لم تكن العلَّة علَّة لهذا المعلول ، فعلَّيّة العلَّة متوقّفة التحقق على معلولية المعلول ، فإذن معلولية المعلول علَّة لعلَّية العلَّة ، ولولا العلة وعلَّيّتها - لما كان المعلول معلولا ولا المعلولية نعتا له ، فتكون علَّية العلَّة علَّة لمعلولية المعلول ، والمعلول معلول بقيام المعلولية به ، وكذلك العلة علَّة لقيام العلَّية بها فالعلة مع علَّيتها - التي بها علة للمعلول - معلولة لمعلولية المعلول التي هو بها معلول ، إذ هي عينه ، كما أنّ العلَّية ليست زائدة على العلَّة إلَّا في التعقّل لا في الوجود ، إذ العقل ينتزع معنى العلَّية فيفرزه زائدا على عين العلة ، وليس كذلك ، إذ العلَّية والمعلولية لا عين لهما خارجا عن العلَّة والمعلول في الوجود ، إذ لو كان لهما تحقّق وجودي دون عين العلة والمعلول ، لتحقّق امتيازهما عنهما في الوجود ، والامتياز ليس إلَّا في تعقّل المتعقّل ، وكذلك جميع المتضايفات لا تحقّق لأحدهما إلَّا بالآخر ، فكلّ منهما علة لمعلوله ، فيقول الناظر المناظر والمفكَّر الماهر بعد تحقّقه أحدية عين العلة والمعلول : هذه العين الواحدة باعتبار كونها علة ليست معلولة لعلَّته بل باعتبار آخر فتنتقل العلَّية إلى المعلول باعتبار آخر ، والمعلولية إلى العلَّة كذلك باعتبار آخر ، وبتغاير الاعتبارين يتغاير الحكمان ، فنقول : والعلَّة باعتبار عليّته ليست معلولة لمعلولها ، والمعلول باعتبار معلوليته ليس علَّة لعلَّته إلَّا باعتبار الانتقال المذكور ، فنقول له بلسان الذوق والتحقيق : للعين الواحدة فيهما مع وجود الاعتبارين صلاحية قبول الكلّ بكونها عين العلة وعين المعلول ، حال كون العلة علَّة وكون المعلول معلولا ، وعين العلية والمعلولية المعتبرتين في العلة والمعلول حالتئذ ، فهي في عينها جامعة بين العلية والمعلولية ، فهي العلة بعلَّيتها والمعلول بمعلوليتها ، إذ لا يمكن اعتبار هذه العين الواحدة إلَّا وجميع الاعتبارات لها من

637

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 637
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست