responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 609


نفسه ، فلا يدعو الله في إزالة ذلك الأمر المؤلم ، بل ينبغي له عند المحقّق أن يتضرّع ويسأل الله في إزالة ذلك عنه ، فإنّ ذلك إزالة عن جناب الله عند العارف صاحب الكشف ، فإنّ الله قد وصف نفسه بأنّه يؤذى ، فقال : * ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَه ُ ) * [1] وأيّ أذى أعظم من أن يبتليك ببلاء عند غفلتك [ عنه ] أو [ عن ] مقام إلهي لا تعلمه لترجع إلى الله بالشكوى ، فيرفعه عنك ؟ فيصحّ الافتقار الذي هو حقيقتك ، فيرتفع عن الحق الأذى بسؤلك إيّاه في رفعه عنك ، إذ أنت صورته الظاهرة ، كما جاع بعض العارفين فبكى ، فقال له في ذلك من لا ذوق له في هذا الفنّ معاتبا له ، فقال العارف : إنّما جوّعني لأبكي يقول : إنّما ابتلاني بالضرّ لأسأله في رفعه عنّي ، وذلك لا يقدح في كونه صابرا ، فعلمنا : أنّ الصبر إنّما هو حبس النفس عن الشكوى لغير الله ، وأعني بالغير وجها خاصّا من وجوه الله ، وقد عيّن الله [2] وجها خاصّا من وجوه الله وهو المسمّى وجه الهوية ، فيدعوه في ذلك الوجه برفع الضرّ عنه ، لا من الوجوه الأخر المسمّاة أسبابا ، وليست إلَّا هو من حيث تفصيل الأمر فيه نفسه » .
يشير - رضي الله عنه - إلى أنّ السبب الذي يتوجّه إليه غير العارف إنّما هو حجابية التعيّن ، والمتعيّن بذلك التعيّن الخاصّ هو السبب ، فهو - من كونه متعيّنا في ذلك التعيّن والمعيّن - وجه خاصّ من وجوه الله المتعيّنة في كل وجه وجهة ووجهة ، وهو وإن كان حقّا معيّنا من الله في تلك الجهة ، فإنّما هو وجه من وجوه الله ، لا هو هو .
فالأوّاب هو الرّجاع إلى الهوية الإلهيّة المحيطة بجميع الهويات المتعيّنة بالمسمّيات أسبابا ، وهي أيضا - من حيث عدم تحقّقها بدون المتعيّن ومن حيث تحقّقها بالمتعيّن فيها - وجه من وجوه الحق ، وأنت أيضا من حيث عدم تحقّقها [3] بدون المتعيّن ومن حيث تحقّقها [4] بالمتعيّن فيها [5] - وجه من وجوه الحق ، وأنت أيضا كذلك وجه من الوجوه الإلهية ، ولكن لا يتوجّه ولا توجّه وجه قلبك إلَّا إلى مستندك ، وهو الذي استندت إليه



[1] الأحزاب ( 33 ) الآية 57 .
[2] في بعض النسخ : وقد عيّن الحقّ وجها خاصّا . وفي بعضها : عيّن اللَّه الحقّ .
[3] كذا . والأولى هو ضمير الخطاب .
[4] كذا . والأولى هو ضمير الخطاب .
[5] كذا . والأولى هو ضمير الخطاب .

609

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 609
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست