نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 597
قال - رضي الله عنه - : « أو يتنوّع الناظر لتنوّع التجلَّي ، وكل هذا سائغ في الحقائق » . قال العبد : يشير - رضي الله عنه : إلى اختلاف التجلَّي باختلاف مزاج الناظر إلى أنّ ظهور كل ظاهر في كل مظهر إنّما يكون بحسب المظهر إن كان الناظر من شأنه أن يكون له حسب معيّن أو لم يكن إذا كان المظهر من شأنه أن لا يكون له حسب معيّن ، ولا بدّ ، وإلَّا فبحسب الظاهر والناظر ، وأمّا تنوّع مزاج الناظر بحسب التجلَّي فهو من حيث مزاج الناظر القلبي ، فإنّ القلب يتقلَّب مع التجلَّي في العبد الكامل ، فإنّه مقلب القلوب ، وفي غيره على غير ذلك ، فاذكر ، فقد ذكر مرارا ، والوجهان سائغان شائعان ، فلا تتحيّر ، فليس اختلاف الأحكام إلَّا باختلاف الوجوه بحسب الحاكم والمحكوم عليه والمحكوم به . قال - رضي الله عنه - : « ولو أنّ الميّت والمقتول - أيّ ميت كان أو أيّ مقتول كان إذا مات أو قتل ، لا يرجع إلى الله ، لم يقض الله بموت أحد ولم يشرع قتله ، فالكلّ في قبضته ، ولا فقدان في حقّه ، فشرع القتل وحكم بالموت ، لعلمه أنّ عبده لا يفوته ، فهو راجع إليه » . يشير - رضي الله عنه - إلى أنّ العبد مربوب وجودا وعلما ، فإن بطن العبد عن ربوبية الربّ الظاهر بالموت أو القتل ، فقد تولَّاه حين توفّاه الربّ القابض الباطن ، فإذا أخذ حفظه في نشأة وموطن ومقام كالدنيا ، نقله إلى نشأة أخرى وموطن وحالة أخرى وتجلّ أعلى وأجلّ وأولى بالنسبة إليه من الأولى ، فهو يقبضه إليه عن ظهور وتجلّ وتبسّط في نور وتجلّ آخر في شأن أعلى وفضاء أضوا ، ويورده موردا أعذب وأحلى ، فله الحمد أبدا دائما في الآخرة والأولى . قال - رضي الله عنه - : « على أنّ [1] في قوله : * ( وَإِلَيْه ِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه ُ ) * [2] أي فيه يقع [ التصرّف ، وهو ] المتصرّف ، فما خرج عنه شيء لم يكن عينه ، بل هويّته عين ذلك
[1] اسم « أنّ » محذوف لدلالة قوله : « فما خرج » عليه ، أي على أنّ في قوله : « وإليه . . . » إيذانا بأنّ كلّ شيء عينه وفي بعض النسخ : على أنّ قوله . وعليه لا حذف فيه . [2] هود ( 11 ) الآية 123 .
597
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 597