نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 545
قال - رضي الله عنه - : « فالإنسان في الرتبة فوق الملائكة الأرضية والسماوية ، والملائكة العالون خير من هذا النوع الإنساني بالنصّ الإلهي » . يعني : أنّ الملائكة العالين - وهم المهيّمة في سبحات وجه الحق - لفناء خلقيتهم واستهلاكهم عن أنفسهم وعن سوى الحق في الحق خير من نوع الإنسان الحيوان لا الإنسان الكامل ، لكون هذا النوع حقيقتهم مستهلكة في خلقيتهم ونوريتهم في ظلمتهم ، بعكس الملائكة العالين ، وقد ذكرنا فتذكَّر . قال - رضي الله عنه - : « فمن أراد أن يعرف النفس الإلهي ، فليعرف العالم ، فإنّ من عرف نفسه عرف ربّه الذي ظهر فيه : أي العالم ظهر في نفس الرحمن الذي نفّس الله به عن الأسماء الإلهية ما تجده من عدم ظهور آثارها [ بظهور آثارها ] [1] فامتنّ على نفسه » . يعني على أسمائه ونسبه وشئونه الذاتية ، فإنّها فيه عينه لا غيره ، فامتنّ عليها « بما أوجده في نفسه ، فأوّل أثر كان للنفس إنّما كان في ذلك الجناب ، ثم لم يزل الأمر ينزل بتنفيس الهموم إلى آخر ما وجد » . قال العبد : هذه المباحث ذكرت مرارا ، فلا حاجة إلى الإعادة . قال - رضي الله عنه - : < شعر > فالكلّ في عين النفس كالضوء في ذات الغلس < / شعر > يشير - رضي الله عنه - إلى أنّ صور الأسماء الإلهية والحقائق الوجوبية وصور الممكنات والحقائق الكونية المربوبية في عين النفس كالضوء في المادّة المشتعلة بالنور ، فالربّ بصور جميع الحقائق الربانية الحقّية في عماء الربّ في أعلى النفس والخلق ، وكذلك تصوّر [2] جميع الحقائق الخلقية منها في عماء الكون من هذا النفس ، فتذكَّر . قال - رضي الله عنه - : < شعر > والعلم بالبرهان في سلخ النهار لمن نعس فيرى الذي قد قلته رؤيا تدلّ على النفس < / شعر >
[1] ما بين المعقوفين غير موجود فيما رأينا من النسخ . [2] كذا . والظاهر : بصور .
545
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 545