responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 535


لكون الصورة متحقّقة بلا وجود النفخ ، وليس النفخ من ذاتيات الصورة البشرية ، فكذلك كانت الهوية الإلهية موجودة متحقّقة بلا صورة عيسوية ، وكانت الصورة العيسوية أيضا ، قبل ظهور الإحياء [1] الإلهية المنسوبة إليه ، من حيث ذاك الإحياء ، فليست هذه الصورة من حدّ الألوهية ، ولا الألوهية وهويّته من حدّها ، فكذلك ولذلك وقع الاختلاف بالفصل في هذه الصورة .
قال - رضي الله عنه - : « فوقع الخلاف بين أهل الملل في عيسى ما هو ؟ فمن [2] ناظر فيه من حيث صورته البشرية ، فيقول : هو ابن مريم . ومن ناظر فيه من حيث الصورة المتمثّلة البشرية ، فينسبه لجبرئيل . ومن ناظر فيه من حيث ما ظهر عنه من إحياء الموتى ، فينسبه إلى الله بالروحية » .
يعني - رضي الله عنه - : يقول من حيث إنّه أحيا الموتى : هو روح الله ، أو كلمة الله ، أو هو الله ، أو هو ابن الله على الخلاف المشهور بين المسيحيّين ، وأنّه ابن مريم من حيث الصورة الناسوتية ، ومنهم من ينسبه إلى الروح الأمين من كونه نافخا له في الصورة البشرية .
قال - رضي الله عنه - : « فيقول : روح الله ، أي [3] منه ظهرت الحياة فيمن نفخ فيه ، فتارة يكون الحق فيه متوهّما - اسم مفعول - وتارة يكون الملك [ فيه ] متوهّما ، وتارة تكون البشرية الإنسانية فيه متوهّمة ، فيكون عند كل ناظر بحسب ما يغلب عليه ، فهو كلمة الله وهو روح الله ، وهو عبد الله ، وليس ذلك في الصورة الحسيّة البشرية [4] لغيره ، بل كل شخص منسوب إلى أبيه الصوري لا إلى النافخ روحه في الصورة البشرية ، فإنّ الله إذا سوّى الجسم الإنساني - كما قال : * ( فَإِذا سَوَّيْتُه ُ ) * [5] نفخ فيه هو تعالى من روحه ،



[1] كذا . والظاهر : الحياة .
[2] تجوز قراءته بصورة الحرف .
[3] في بعض النسخ : أي به ظهرت .
[4] في بعض النسخ : وليس ذلك في الصورة الحسّية لغيره .
[5] الحجر ( 15 ) الآية 29 .

535

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست