نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 532
[1] وقوله * ( لِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) * [2] و * ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ ) * [3] وغير ذلك . وأمّا حسّا فظاهر . قال - رضي الله عنه - : « وما كان فيه من [ قوّة ] الإحياء والإبراء فمن جهة نفخ جبرئيل في صورة البشر [ فكان عيسى يحيي الموتى بصورة البشر ، ولو لم يأت جبرئيل في صورة البشر وأتى في صورة غيرها ] من صور الأكوان العنصرية من حيوان أو نبات أو جماد ، لكان عيسى عليه السّلام لا يحيي الموتى إلَّا حين يتلبّس بتلك الصورة ولو أتى جبرئيل في صورته النورية الخارجة عن العناصر والأركان - إذ لا يخرج عن طبيعته - لكان عيسى لا يحيي الموتى إلَّا حين يظهر في تلك الصورة الطبيعية النورية لا العنصرية مع الصورة البشرية من جهة أمّه ، فكان يقال فيه عند إحيائه الموتى : « هو لا هو » وتقع الحيرة في النظر إليه » . يشير - رضي الله عنه - فيما سردنا وأوردنا من نصّ الفصّ [ إلى ] أنّ الإحياء والإبراء من خصائص الأرواح ، لكونها جملة أسماء اللاهوت ، وإحياء عيسى لما أحياء من جهة جبرئيل الأمين ، فإنّ الحياة للأرواح ذاتية ، فإنّها أنفاس رحمانية ، وإحياء عيسى وغيره ممّن أحيا فمن الروح الأمين أو غيره ، فلا يكون الإحياء منه إلَّا إذا كان عيسى على تلك الصورة التي كان عليها جبرئيل حين تمثّل لإلقاء الكلمة إلى مريم ، وفيما ذكر - رضي الله عنه - إشارة أيضا [ إلى ] أنّ جبرئيل سلطان العناصر ، وأنّ له أن يظهر في السماوات السبع وما تحتها من العنصريات والعناصر لأهلها بأيّ صورة شاء من صور العنصريات بحسب الموطن والمقام والمناسبة واستعداد من ظهر له ، وأنّ صورته الأصلية غير عنصرية ، بل طبيعية نورية ما بين الثامن والسابع ، وأنّه ليس له أن يخرج عن هذه الطبيعة التي هي له بالأصالة إلى ما فوقها إلَّا أن يشاء الله ، فهو لا يتعدّى سدرة المنتهى ، فلو كان تمثّل جبرئيل عند النفخ في صورة عنصر أو عنصرين ، لما كان الإحياء من عيسى إلَّا بعد ظهوره بتلك الصورة ، ولو كان جبرئيل إذ ذاك في صورته الأصلية الطبيعية