نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 52
فإن [1] قيل : قد ورد النصّ بدلالة المساواة بين سائر الأسماء معه من حيث الاسمية في قوله - تعالى - : * ( قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَه ُ الأَسْماءُ الْحُسْنى ) * [2] ، فإنّ الضمير في « له » عائد إلى هويّته - تعالى - المسمّاة بالجميع ، الزائدة على مدلول الاشتقاق بأحدية الجمع ، ولهذا ألزم الله بحجّته البالغة الغالبة عبدة الأصنام - من المشركين الذين نسبوا الإلهية إلى غير هذه الهوية الأحدية الجمعية - بقوله - تعالى - : * ( قُلْ سَمُّوهُمْ ) * [3] لعلمه بأنّهم إذا سمّوا ما يعبدون ، سمّوها بأسمائها الخصيصة بها ، كالشمس والقمر والخشب والحجر ، فيتحقّق عندهم إذ ذاك أنّ ما يعبدون غير الله . ومن جمعية هذا الاسم أيضا أنّه جامع بين العلمية والاشتقاق ، لكونه علما لذات مسمّاة بجميع الأسماء من كونه جامعا لخصائص جميع المدلولات المختلفة الكثيرة المتماثلة منها والمتقابلة ، كما قيل لأبي سعيد الخرّاز - رحمه الله - « بم عرفت الله ؟ » قال : « بجمعه بين الأضداد » فإنّ كون الهوية الواحدة من جميع الوجوه مسمّاة بالأسماء الكثيرة المتقابلة المتماثلة يقتضي عجز العقول فيها عن إدراكها ، فلمّا دلّ هذا الاسم - دون ما عداه من الأسماء - على الأحدية الجمعية الكليّة الحاصرة لحقائق الربوبية المتقابلة منها والمتماثلة - كما يدلّ الأسماء الأعلام على مسمّياتها - استحقّ التقدّم عليها ، فافهم . البحث الثامن : في إشارات كشفية إلى حقائق حرفية يعطيها هذا الاسم من حروفها وتركيبها في طور التحقيق ويشتمل على أبحاث عشرة : أحدها : أنّ هذا الاسم في قاعدة المشرب الكمالي الختمي مركَّب من ستّة أحرف : الهمزة ، واللامين ، وألف بعدهما ، وهاء ، وواو بعدها ، وهذه صورته « ال ل اه و » . فالهمزة : إشارة إلى التعيّن الأوّل ، والقطع - دون الاتّصال - إشارة إلى انفصال التعيّن الأوّل عن اللاتعيّن بامتياز الاسم « الظاهر » محيطا بما احتواه من التعيّنات العينية