نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 50
والتعويل عليه . وكذلك إله معبود بكلّ مكان في كل ما عبد ويعبد ، مسجود له كلّ أوان وزمان في كل ما إليه يسجد ، ممّا يتخيّل ويتمثّل ويعقل ويشهد . وكذلك إله قادر بالذات ، قدير على الاختراع وإبداع المبدعات ، مقتدر على إيجاد الذوات واختراع المخترعات ، من الأجناس والأنواع والشخصيات ، إلى ما لا يتناهي من الممكنات لعدم تناهي التجلَّيات . وكذلك هو إله ، له ما في الأرضين والسماوات ، وما بينهما وما فوقهما وتحتهما من الأفلاك المحيطات ، والنفوس الروحانيات ، والأرواح النورانيات ، والتجلَّيات الجليّات والخفيّات ، والحقائق العلَّية [1] العلمية المعنوّيات ، والأعيان الثابتات ، والنسب والإضافات ، فعلميّة هذا الاسم لذات ذات أسماء وصفات ، ونسب [ و ] اعتبارات ، لا للذات المطلقة عن جميع هذه القيود والسمات ، وعن السلب والإثبات . البحث السادس : في تتمّة هذا الأصل بالتنصيص على صريح الحق . قد علمت - أيّدك الله بروح منه - فيما سلف أنّ للذات في ذاتيّتها [2] اعتبارين هي أحديّة جمعها : أحدهما : اعتبار إطلاقها عن كل حكم ، وتجرّدها عن كل صفة واسم ، وعدم انحصارها ولا تعيّنها في إحاطة كل علم ، وتنزيهها عن كل نسبة ورسم ، وعن دخولها تحت إشارة أو عبارة ووسم [3] ، فليس له - سبحانه - لهذا الاعتبار اسم دالّ عليه دلالة مطابقة إطلاقية للحقيقة المطلقة عن الألفاظ المركَّبة من الحروف ، ولا [4] عن الحروف البسائط الخالية عن التركيب . والذي ذكرنا - من دلالة بعض الحروف البسيطة عليه كدلالة هاء كناية الغائب وألف الوحدانية على ما سيذكر - إنّما هي دلالة على نسب
[1] ف : العقلية . [2] في النسختين : ذاتيهما . وحقّ العبارة هكذا : أنّ للذات في ذاتيّتها - وهي أحدية جمعها - اعتبارين : [3] م : رسم . [4] الظاهر زيادة « لا » .
50
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 50