responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 486


والله الموفّق .
قال - رضي الله عنه - : « وقد ذكرنا صورة الترقّي بعد الموت في المعارف الإلهية في كتاب « التجلَّيات » لنا عند ذكرنا بعض من اجتمعنا [ به ] من الطائفة في الكشف ، وما أفدناهم في هذه المسألة ممّا لم يكن عندهم ، ومن أعجب الأمر أنّه » أي الإنسان « في الترقّي دائما ولا يشعر بذلك ، للطافة الحجاب ورقّته وتشابه الصور مثل قوله : * ( وَأُتُوا به مُتَشابِهاً ) * [1] وليس هو الواحد عين الآخر ، فإنّ الشبيهين عند العارف [ - من حيث ] إنّهما شبيهان - غيران وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد ، كما يعلم أنّ مدلول الأسماء الإلهية - وإن اختلفت حقائقها وكثرت - أنّها عين واحدة ، فهذه كثرة معقولة في واحد العين ، فيكون في التجلَّي كثرة مشهودة في عين واحدة ، كما أنّ الهيولى تؤخذ في حدّ كلّ صورة [ وهي ] - مع كثرة الصورة واختلافها - ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها ، فمن عرف نفسه بهذه المعرفة ، فقد عرف ربّه ، فإنّه على صورته خلقه ، بل هو عين هويته وحقيقته » .
قال العبد : اعلم : أنّ للعبد من حيث استعداده الذاتيّ استعدادات غير متناهية ، مجعولة بحسب التجلَّيات والآنات وأطوار الوجود دنيا وآخرة برزخا وحشرا وفي الجنان ولثبت الرؤية وغيرهما من حيث يشعر ولا يشعر ، وكلّ ما دخل في الوجود ووجد صار واجب الوجود بواجب الوجود لذاته بذاته ، فلا ينقلب أبدا عدما ، فهو مع الآنات في الترقّي ، فإنّه دائم القبول للتجلَّيات الوجودية الدائمة أبد الآباد ، ولكنّه قد لا يشعر بذلك إن كان من أهل الحجاب ، للطافته ورقّته ، وأنّه أبدا في تجلَّيات تتوالى عليه ، وتزداد - بكل استعداد لتجلّ - تجلَّيات أخر علمية أو شهودية أو حاليّة أو مقامية أو جمعا أو أحدية جمع ، ولتشابه صور التجلَّي لا يعثر على ذلك كالأرزاق التي تؤتى بها متشابهة ، * ( كُلَّما رُزِقُوا مِنْها من ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا من قَبْلُ ) * [2] ومعلوم أنّ هذا الرزق الآتي في زمان غير الآتي في غيره ، والكلّ رزق ، والفرق بين التعيّنات ظاهر



[1] البقرة ( 2 ) الآية 25 .
[2] البقرة ( 2 ) الآية 25 .

486

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست