responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 480


معه بالدوران .
وأمّا العقل لغة فهو القيد والربط والضبط والتشكيك والوشي ، فمقتضاه التقييد ، وحقيقة الذكرى بالحق عن الحق المطلق عن كل قيد حتى قيد الإطلاق الذي يقابله التقيّد ، تنافي العقل الذي حقيقته القيد والضبط ، ولهذا أظهرت هذه الحضرة القيد أوّلا في العقل الأوّل الذي عقل نور التجلَّي المطلق من المتجلَّي المطلق باستعداده الخصوصي التقييدي ، فأقامه الله لمظهرية هذا السرّ وهو القيد بحقيقته تقييد النور المطلق ، فقال له الحق : اكتب ، أي قيّد واجمع علمي في خلقي إلى يوم القيامة ، وذلك قيد لقيد في قيد ، وليس له القبول للمطلق مطلقا على الإطلاق دائما ، وقبول جميع التجلَّيات غير المتناهية دائما أبدا ليس إلَّا للحقيقة الإنسانية الأزلية الأبدية الكمالية الجمعية الأحدية ، فهي قلب الوجود الحق ، وكلّ تجلّ وظهور فإنّما هو قلب ظاهر التجلَّي بباطنه أو بالعكس ، أي تقليبه ، فإنّ باطن التجلَّي هو المتجلَّي بذلك التجلَّي ، وهو الذي ينقلب إلى نفسه وينقلب عند التجلَّي من عين المتجلَّى له ويقبل على المتجلَّي ويقبل تجلَّيه عليه ثانيا وثالثا ورابعا وخامسا وسادسا وسابعا إلى ما ما لا يتناهى ، وليس ذلك تقلب القلب حتى ينقلب القلب قابلا ، وينقلب الحق إلى نفسه بالقبول ، وينقلب أبدا في أطوار التعيّنات وأنوار تنوّعات التجلَّيات ، فهو كلّ يوم أي كلّ آن من الزمان في شأن ، وما أعظم شأن ذي الشأن الذي هذا شأنه في كلّ آن وأنّ الآن هو يوم الذات لا ينقسم أبدا من الزمان .
ثمّ اعلم : أنّ من بعض صور التقلَّبات القلبية الإنسانية أيضا ضبط ما يرد عليه منه ، وربط ما فيه ومنه وبه ، وحصر ما لكلّ مقام ومرتبة بذلك المقام والمرتبة ، فالعقل للقلب منه فيه ، والقلب للعقل فيه بحسبه ، فللقلب عقل مطلق دائم ، كهو ، وللعقل قلب قابل لما يرد عليه كهو ، فإنّ العقل إنّما يعقل من الله ويقبل ، ويقبل ما يرد عليه من الحق الحقيقة قلبيّة في قابليّته لكنّه قبول معيّن لتجلّ معيّن بقابلية معيّنة إلى أمد مقيّد معيّن لا غير ، ولكنّ قبول كل تجلّ في كل آن وزمان لا يكون إلَّا للحقيقة القلبية الإنسانية الكمالية الإلهية الأحدية الجمعية التي أشرنا إليها وهي حقيقة الحقائق وقد مرّ حديثها

480

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست