نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 458
* ( لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبابِ ) * [1] وهم الناظرون في لبّ الشيء الذي هو المطلوب من الشيء » . قال العبد : لمّا ظهر النسب الإلهيّ الحقيقي - وهو انتساب المألوه إلى الإله والمربوب إلى الربّ والخالق إلى المخلوق والرازق إلى المرزوق - فانتسب العالم إلى الموجد من حيث افتقاره إليه على التعيين ، وانتسب الخالق أيضا والربّ إلى العالم بكونه ربّ العالمين وخالق الحق [2] ، ولم يبق لظهور نسبة العالم إلى نفسه مجال ، فعرف كل عبد بربّه ، فقيل : هذا عبد الله ، وهو عبد الرحمن ، وذلك عبد الرحيم ، أو عبد الكريم أو المنعم أو الغنيّ أو غيره ، وصار كل واحد من الربّ والمربوب وقاية للآخر في المذموم والمحمود ، إذ الأفعال والآثار والأخلاق والنعوت والصفات منتشية من الربّ الذي هو الوجود الحق ، والعبد - الذي هو المظهر القابل لتعيّن ذلك الوجود - صالح لإضافة الأفعال والآثار والأخلاق وما شاكل ذلك إليه ، وكل واحد منهما - أعني الربّ والمربوب - ظاهر أو باطن للآخر باعتبارين - كما تقدّم - جامع بين الظاهرية والمظهرية دائما . فإن أضفت الأفعال والآثار المذمومة إلى العبد ، كان العبد وقاية لربّه من أن تضاف [ إليه ] تلك المذامّ والنقائص والقبائح ، أحكام العدم اللازم للعبد الممكن القابل . وإن أضفت الفضائل والمحاسن والمحامد والكمالات إلى الحق ، كان الحق وقاية للعبد من إضافة ما ليس له من ذاته بالحقيقة - لكونها وجودية والوجود للحق ، بل الوجود الحقّ - [ إليه ] حقيقة ، وكان أيضا حينئذ بوجه آخر وقاية للعبد من آثار النقائص والمذامّ الظاهرة منها جزاء وفاقا ، فالعالم هو الذي يضيف الحقائق إلى أصولها ، فخذ ما هو لك بالأصالة ، وأعطه ما له كذلك ، تكن من الأدباء العلماء ، فإنّ العالم من العالم لا يستوي معه غير العالم * ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ