responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 447


قسمين : من الناس من يمشي على طريق يعرفها ويعرف غايتها فهي في حقّه صراط مستقيم ، ومن الناس من يمشي على طريق يجهلها ولا يعرف غايتها وهي عين الطريق التي عرفها الصنف الآخر ، فالعارف يدعو إلى الله على بصيرة ، وغير العارف يدعو إلى الله على التقليد والجهالة » .
يعني - رضي الله عنه - : أنّ الطريق إلى الحق حق عرفه من عرفه ، فسلك عليها ودعا إليها على بصيرة ، وجهلها من جهلها ، فسلك عليها على جهالة إلى غاية عليها الحق ، ودعا إلى الحق على جهالة ، لأنّ الطريق والغاية حقّ جميعها [1] .
قال - رضي الله عنه - : « فهذا علم خاصّ يأتي من أسفل سافلين ، لأنّ الأرجل هي السفل من الشخص وأسفل منها ما تحتها وليس إلَّا الطريق ، فمن عرف الحق عين الطريق ، عرف الأمر على ما هو عليه » .
يعني - رضي الله عنه - : يعلمهم الله نتائج سلوكهم من كونه عين الطريق الحق الذي يسلكون عليها ، وإليه الإشارة بقوله : * ( وَمن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) * [2] .
قال - رضي الله عنه - : « ففيه - جلّ وعلا - نسلك ونسافر ، إذ لا معلوم إلَّا هو وهو عين السالك والمسافر ، فلا عالم إلَّا هو » .
يشير - رضي الله عنه - : [ إلى ] أنّ طريق الحق حق ، والسالك سالك حقّ ، والغاية حق ، والعلم حق ، والمعلوم حق ، والعالم حق ، فما في الوجود إلَّا الحقّ ، ولكنّ الحق في كلّ متعيّن باسم ومدلول اسم ما إنّما يكون بقدره وبحسبه ، وهو حقّه الخصيص به من الحقيّة المطلقة تحقّقت في الطريق والغاية والسالك والعلم والعالم والمعلوم ، فما ثمّ إلَّا هو .
قال - رضي الله عنه - : « فمن أنت ؟ فاعرف حقيقتك وطريقتك ، فقد بان لك الأمر على لسان الترجمان إن فهمت ، وهو لسان حق فلا يفهمه إلَّا من فهمه حق ، فإنّ للحق نسبا كثيرة ووجوها مختلفة » .



[1] كذا .
[2] المائدة ( 5 ) الآية 66 .

447

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست