نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 444
والاختلاف بحسب القابلية والصلاحية الاستعدادية الذاتية الخصوصية لا غير . قال - رضي الله عنه - : « قال الله - تعالى - : « كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها » فذكر أنّ هويّته هي عين الجوارح التي هي عين العبد ، فالهوية واحدة والجوارح مختلفة ، ولكل جارحة علم من علوم الأذواق يخصّها من عين واحدة يختلف باختلاف الجوارح ، كالماء حقيقة واحدة يختلف باختلاف البقاع » . قال العبد : شبّه - رضي الله عنه - العلم الحاصل لأهل الله في جوارحهم وقواهم من الله بالماء ، فإنّ الحياة للحيوان بالماء كالحياة للأرواح بالعلم . ثمّ إنّ هذه الحقيقة الواحدة العلمية تظهر في كل مظهر بحسبه كما يظهر الماء في كل بقعة بحسبها فمنه عذب فرات ) * وهو العلم النافع الإلهي ومنه ملح أجاج ) * وهو العلم بالسوى والغير من حيث حجابيّتها . قال - رضي الله عنه - : « وهو ماء في جميع الأحوال لا يتغيّر عن حقيقته وإن اختلفت طعومه » . يعني : كذلك العلم لا يختلف عن حقيقته ، فإنّه علم في جميع العلماء لا يتغيّر ، وإن اختلف بحسب المدارك والمدركين والمدركات ، فليس الاختلاف [ فيه ] ، بل في اللوازم لا غير . قال - رضي الله عنه - : « وهذه الحكمة حكمة [1] الأرجل وهو قوله - تعالى - في الأكل لمن أقام كتبه : * ( لأَكَلُوا من فَوْقِهِمْ وَمن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) * [2] فإنّ الطريق الذي هو الصراط هو للسلوك [3] عليه والمشي فيه ، والسعي لا يكون إلَّا بالأرجل ، فلا ينتج هذا الشهود في أخذ النواصي بيد من هو على الصراط المستقيم إلَّا هذا الفنّ الخاصّ من علوم الأذواق » .
[1] في بعض النسخ : من علم الأرجل . [2] المائدة ( 5 ) الآية 66 . [3] م : المشترك عليه . وفي بعض النسخ : المسلوك عليه .
444
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 444