نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 403
المربوبين والأرباب من غير تخليط ولا تخبيط بين المقامات والعقائد . قال - رضي الله عنه - : « فرضي الله عن عبيده ، فهم مرضيّون ، ورضوا عنه ، فهو مرضيّ ، فتقابلت الحضرتان تقابل الأمثال ، والأمثال أضداد ، لأنّ المثلين ) * يعني حقيقة « لا يجتمعان ، إذ لا يتميّزان ، وما ثمّ إلَّا متميّز ، فما ثمّ مثل ، فما في الوجود ضدّ ، فإنّ الوجود حقيقة واحدة ، والشيء لا يضادّ نفسه » . قال العبد - أيّده الله به - : حضرات الأرباب تقابل حضرات العباد تقابل الأمثال ، وذلك لأنّ كلّ واحدة من الحضرتين مرضيّة عند الأخرى راضية بها ، فالمثلية بين الحضرات تامّة ، فالتضادّ كذلك عامّ ، لتقابل إحداهما الأخرى تقابل الضدّ الضدّ ، إذ المثل الحقيقي كالضدّ ، لعدم اجتماعه مع ضدّه أي بمثله حقيقة ، إذ لا تميز لأيّهما فرضت عن الآخر ، وإذ لا تميّز فلا بينيّة ، وإذ لا بينية فلا اثنينية ، فلا ضدّية ، فلا مثلية ، فما ثمّ إلَّا واحد ، فهو هو لا غيره ، فالوجود حقيقة واحدة تعيّنت في مراتب متميّزة عقلا ، فما ثمّ عقلا إلَّا متميّز بخصوصه ، فما ثمّ مثل يوجب الاثنينية ، فالمظهر عين الظاهر ، والظاهر عين المظهر ، فانظر تشهد . قال - رضي الله عنه - : < شعر > فلم يبق إلَّا الحق لم يبق كائن فما ثمّ موصول وما ثمّ بائن بذا جاء برهان العيان فلا أرى بعينيّ إلَّا عينه إذ أعاين < / شعر > * ( ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه ُ ) * [1] « أن يكونه لعلمه بالتمييز » [2] يعني - رضي الله عنه - : لمّا ثبت تميّز مرتبة الربّ عن مرتبة العبد ، خشي ربّه أن يكونه لعلمه بالتمييز فوقف على مركز عبدانيته مرضيّا عند ربّه ، لكونه راضيا بربوبيته له وعليه ، ورضي به ربّه له ، لرضاه بعبوديته وربوبيته ربّه وله وعليه وفيه ، فافهم . قال - رضي الله عنه - : « دلَّنا على ذلك » أي على التمييز « جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم ، فقد وقع التمييز بين العبيد » يعني بين العارف وغير العارف .
[1] البيّنة ( 98 ) الآية 8 . [2] في بعض النسخ : أن يكون هو لعلمه بالتميّز . أو بالتمييز .
403
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 403