responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 382


ظهر في صورة ابن إبراهيم في المنام ، فصدّق إبراهيم الرؤيا ، ففداه ربّه من وهم إبراهيم بالذبح العظيم الذي هو تعبير رؤياه عند الله وهو لا يشعر ، فالتجلَّي الصوري في حضرة الخيال يحتاج [1] إلى علم آخر به يدرك [2] ما أراد الله بتلك الصورة ، ألا ترى كيف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر في تعبير [ ه ] الرؤيا : « أصبت بعضا وأخطأت بعضا » فسأله أبو بكر أن يعرّفه ما أصاب فيه وما أخطأ ، فلم يفعل صلى الله عليه وسلم .
قال العبد : حضرة المثال وحضرة الخيال حضرة تجسّد المعاني والحقائق والأرواح والأنفس وحقائق الصور والأشكال والهيئات الاجتماعية ، فمن رأى صورة أو شكلا أو هيئة ولم يعبّرها ولم يؤولها إلى ما يؤول إليه أمر ذلك الشكل أو الصورة والهيئة التي رأى في الرؤيا ، فقد صدّق الرؤيا ، ومن عبّرها صدق في الرؤيا حيث أعطى الحضرة حقّها فعبّرها ، فلو عبّر إبراهيم رؤياه صدق أنّ الذبح هو الكبش ولم يكذب الذبح الواقع بابنه ، ولكن كان كبشا ظهر في صورة ابنه ، فصدّقها ، فأراد إيقاع الذبح بابنه فما صدق ، أي لم يقع ، وسنذكر سبب ذلك .
قال - رضي الله عنه - : « وقال الله لإبراهيم حين ناداه : * ( أَنْ يا إِبْراهِيمُ . قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا ) * [3] [ وما قال له : قد صدقت في الرؤيا أنّه ابنك ، لأنّه ما عبّرها ، بل أخذ بظاهر ما رأى ، والرؤيا تطلب التعبير ] » .
يعني - رضي الله عنه - : صدّقت تجسّد الذبح بصورة ابنك ، وليس كذلك ، فإنّ الرؤيا تطلب التعبير والتفسير .
قال - رضي الله عنه - : « ولذلك قال العزيز : * ( إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ) * [4] ومعنى التعبير الجواز من صورة ما رآه إلى أمر آخر ، فكان البقر [5] سنين في المحل والخصب » .



[1] في بعض النسخ : محتاج إلى .
[2] في بعض النسخ : يدرك به .
[3] الصافّات ( 37 ) الآيتان 104 - 105 .
[4] يوسف ( 12 ) الآية 43 .
[5] في بعض النسخ : فكانت البقر .

382

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست