نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 336
وجعلت مثلَّثة كلّ ثلاث أربعا إذا ضربت ثلاثة في أربع كان المجموع أيضا « اثني عشر » وهاهنا تفاصيل ذكرها يؤدّي إلى التطويل يطلبها طالبها من الإخوان والأولاد من كتاب « عقلة المستوفز » للشيخ سلام الله عليه . وظهرت في هذا الفلك الأنفاس الرحمانية أرواحا للكواكب الثابتة ، لمّا حصلت في هذا الفلك - وهو الرابع من فلك العرش ، والرابع من فلك الشمس - من الطبيعة أمزجة شريفة جوهرية قابلة للاشتعال بنور التجلَّي النفسي الرحماني ، فتعيّنت فيها أرواح الكواكب أجراما نورانية جامعة لغرائب الطبائع وعجائب البدائع ، وتكوّنت الكوائن في هذا التكوين البديع والصنيع الرفيع على وجه لا يقبل الفساد ، واستوت عليه الأنوار الأسمائية وأفلاكها العقلية النورانية في صورة طبيعة نورية مشاكلة لما فوقها من الأنوار والصور العرشية . ثم دارت الأفلاك الأربعة بما فيها من الأنوار والأرواح والأجرام النورانية ، وألحّت بتجّلياتها ومطارح أشعّتها ، وبما فوقها من العقل والنفس الكلَّيّين والأسماء الإلهية على الباقي من العنصر ، فحلَّلته كلّ التحليل ، وأظهرت منه ما كانت باطنة وكامنة فيه بالتفصيل للتحصيل تحليلا كلَّيا وتفصيلا جمليا ، فتميّزت العناصر الأربعة وفي كلّ منها كلّ منها ، إذ التحليل كان أحديّا كلَّيا ، فظهر كلّ منها جميعا بصورة الكلّ وقوّته ونعته ، ففي الركن الناري جميع العناصر ، ولهذا إذا غلظ صار هواء ، وإذا غلظ الهواء صار ماء ، وإذا غلظ الماء صار أرضا ، وإذا لطفت الأرض صارت ماء ، والماء هواء ، والهواء نارا ، فافهم . هذا على ذوق أهل الكشف والشهود ، من أرباب مشرب أحدية الجمع والوجود . ثم دارت الأفلاك فطارت الأرواح والأملاك ، وتوالت التجلَّيات وتجلَّت التجلَّيات وألحّت على هذه الأركان والعناصر ، فصعّدتها مرّة بعد أخرى حتى أطلقت ما فيها من الجواهر والزواهر ، فارتفع أوّلا دخانيّ كلَّي أحدي جمعي من حاقّ المركز تكنفه ستّة أخرى ثلاثة فوقه وثلاثة تحته وهو الرابع * ( فَسَوَّاهُنَّ ) * الله * ( سَبْعَ سَماواتٍ ) * [1] فخلق على طبيعة الركن