نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 271
إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)
عليها الأضداد في قوله : * ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ) * [1] فالموصوف بالباطنية والظاهرية والأوّلية والآخرية هوية واحدة لا اختلاف فيها ولا تضادّ ، وهي قابلة لأوصاف متنافية ونعوت وأسماء متباينة ومتشاكلة متشابهة ، كذلك الختم يقبل الأوصاف المتنافية المتكثّرة المختلفة ، والنعوت المتناسبة [2] المؤتلفة ، لأنّه أحدية جمع جميع حقائق الوجوب والإمكان ، فيقبل بذاته الاتّصاف بالكلمالات والنقائص ، فهو - من حيث التركيب العنصري والغواشي الطبيعي - جاهل بما هو عالم به من حيث روحه الممدّ وعينه الجامعة ورتبته الكمالية ، ولكن لا يقدح ذلك في كونه بالرتبة والحقيقة والروح عالما بإمداده للأرواح كما لا يقدح تنافي الزوجية للفردية في العدد ، ولا تضادّ السواد والبياض في اللون المطلق ، لكونه بذاته قابلا لهما ، ولا تنافي [3] الملك للشيطان في الحيوانية ، ولا الحقّية للخلقية في الوجود والحقيقة ، فافهم . قال - رضي الله عنه : « وبهذا العلم سمّي شيث ، لأنّ معناه الهبة » [4] أي هبة الله . « فبيده مفتاح العطايا على اختلاف أوصافها [5] ونسبها ، فإنّ الله وهبه لآدم أوّل ما وهبه وما وهبه إلَّا منه ، لأنّ الولد سرّ أبيه ، فمنه خرج وإليه عاد ، فما أتاه غريب لمن عقل عن الله » . قال العبد : إنّما ظهرت العلوم الوهبيّة الجودية والحكم الوجودية الشهودية بالكلمة الشيثيّة ، لأنّ آدم عليه السّلام حزن على فقد « هابيل » حزنا عظيما فسأل الله - تعالى - أن يهبه ولدا صالحا للإلقاء والوهب الإلهيّ ، فوهبه الله شيثا فسمّاه بهذا الاسم ، يعني هبة الله ، فهو أوّل موهوب لأوّل الصور الإنسانيّة بعد سؤاله الوهب عن الله الوهّاب بمن يكون مؤهّلا للعلم الوهبي ، فظهرت علوم الوهب والإلقاء بشيث عليه السّلام ووهب الحكمة
[1] الحديد ( 57 ) الآية 3 . [2] م : المتناهية . [3] ف : ولا ينافي . وم : لا يتنافى . والصحيح ما أثبتناه . [4] في بعض النسخ : لأنّ معناه هبة اللَّه . [5] في بعض النسخ : أصنافها ونسبها .
271
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 271