نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 270
روحه تكون المادّة لجميع الأرواح ، وإن كان لا يعقل ذلك من نفسه في زمان تركيب جسده العنصري ، فهو من حيث حقيقته ورتبته عالم بذلك كلَّه [ بعينه ] من حيث ما هو جاهل به من جهة تركيب جسده العنصري [1] ، فهو العالم الجاهل ، فيقبل الاتّصاف بالأضداد ، كما قبل الأصل الاتّصاف بذلك ، كالجليل [ والجميل ] » يعني على معنييه المتنافيين « كالظاهر والباطن ، والأوّل والآخر ، وهو عينه ليس غيره [2] فيعلم لا يعلم ، ويدري لا يدري ، ويشهد لا يشهد » . قال العبد : اعلم : أنّ أرواح الكمّل من الأنبياء لهم الإمداد لأرواح الأولياء الذين هم ورثتهم في أعصارهم وأعصار بعدهم ، وروح شيث عليه السّلام هو الممدّ لأرواح العلماء بالعلوم الوهبية ، وكلّ روح لوليّ من الأولياء له العلم الوهبي ، فيستمدّ من روحه عليه السّلام لكونه صورة الوهب الأوّل لأوّل الآباء إلَّا روح خاتم الأنبياء وروح خاتم الأولياء ، فإنّ روح الختم - كما تقدّم - روح محيط بالولايات كلَّها كإحاطة من هو وارثه الأكمل - وهو ختم الرسل - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالنبوّات كلَّها ، ولأنّه أحدية جمع جميع الولايات المحمدية الأحدية الجمعية الختمية كلَّها ، فأعطيات الولايات من المكاشفات والتجلَّيات والعلوم والأسرار والأحوال والمقامات ، إنّما تكون من خزانة حيطته ، وذلك لأنّ حقيقته حقيقة الحقائق الأول التعيينية كلَّها ، وهو مفتاح المفاتيح الغيبية ، فالمادّة النورية - التي بها قوام الأرواح وحياتها - من حقيقته تنبعث وتسري في سائر المراتب الروحية ، ولا يستمدّ هو من أحد ، والكلّ مستمدّون من مشكاته . فالأعطيات وإن كانت من حضرات الأسماء ، ولكنّها من الله ، * ( وَما بِكُمْ من نِعْمَةٍ فَمِنَ الله ) * [3] وإن كان هذا الخاتم لا يتعقّل حال تركيب جسده العنصريّ كيفية إمداده للكلّ في كلّ آن من الزمان الحجابية في المزاج العنصري لا بدّ من ذلك ، حتى يكون جامعا لجميع الكمالات والنقائص . كما أنّ الهوية الواحدية الأحدية الجمعية محمولة
[1] في بعض النسخ : تركيبه العنصري . [2] في بعض النسخ : وليس غير . وفي بعضها : لا غير . [3] النحل ( 16 ) الآية 53 .
270
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 270