responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 262


والولاية ، والحقيقة هي الحقيقة المحمدية الكلَّية المذكورة الكمالية الإنسانية ، وحكمها بعكس ما قيل قبل :
« نحن روحان حللنا بدنا » [1] فإنّ هذا لا يصحّ فيما نحن بصدد بيانه ، ولكن في الاتّحاد والحلول عند من يقول بهما على الوجه الذي يقول بهما ، لا على ما عرف عرفا عاميّا ، ولكن يقال فيها : « نحن روح واحد في جسدين » وهذا الخاتم - رضي الله عنه - كان يذكر كيف كان حال كون خاتم الرسل نبيّا وآدم بين الماء والطين ، عالما بنبوّته الكاملة والولاية المحيطة الشاملة ، وكان يشهد لخاتم الرسل بالنبوّة والتقدّم على الأرواح الكاملة من الأنبياء والأولياء كما قال في قريضه ، شعر :
< شعر > شهدت له بالملك قبل وجودنا على ما تراه العين في قبضة الذرّ شهود اختصاص أعقل الآن كونه ولم أك من حال الشهادة في ذعر لقد كنت مبسوطا طليقا مسرّحا ولم أك المحبوس في قبضة الأسر < / شعر > يعني - رضي الله عنه - كنت عالما بنبوّته وختميته - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ ذاك قبل وجودنا العنصري ، وكونه مبسوطا طليقا مسرّحا لا محبوسا ، إشارة إلى مراتب أهل البرزخ في برازخهم ، فإنّهم على اختلاف درجاتهم وائتلاف طبقاتهم وتباين مقاماتهم على قسمين :
أحدهما - وهو العامّ - أرواح الناس المتقيّدين بالمقامات الجزئية والعلوم والأخلاق التقيّدية الفرعية ، كانوا في نشأتهم الدنياوية متقيّدين بعقائد وعوائد مخصوصة ، متعشّقين بعلوم وأعمال وأخلاق وأحوال جزئية ، فهم بعد المفارقة محبوسون بصور ما هم متعشّقون ، وفي قبضة أسر الأمر الذي هم متقيّدون .
والقسم الثاني : صنف من كمّل الإنسان ، قطعوا في نشأتهم الدنياوية برازخهم ، وحشروا قبل الحشر ونشروا قبل النشر وبعثر قبور هياكلهم عن أرواحهم في



[1] القائل هو الحلَّاج . قبله : أنا من أهوى ، ومن أهوى أنا . وبعده : فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتنا . شرح القيصري ، ص 436 .

262

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست