نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 258
ولمّا كان خاتم الأنبياء والرسل في التخلَّق بأخلاق الله والظهور بأوصاف العبودية وإقامة الشرائع والدين والدعوة إلى الله ونصرته متبوعا للكلّ في الكلّ ، وهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - غير مأمور بكشف الحقائق والأسرار الذاتية ، بل كان مأمورا بسترها في الأوضاع الشرعية والديانات الوضعيّة والسنن الكلَّية الأصلية والجزئية الفرعية ، والنبوّة هي الدعوة إلى كلّ ذلك والظهور بها والاتّصاف بجميعها ، فلهذا مثّل الله له النبوّة المحيطة بسائر النبوّات الجزوية الفرعية والأحكام والنواميس الشرعية في صورة حائط تنقصه صورة لبنة واحدة فضيّة ، إشارة إلى ما كان ينقص النبوّة من تبعية أمّة محمّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا تنسدّ تلك الخلَّة إلَّا بوجوده - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، لكونه أحدية جمع صورة المتبوعية المحيطة في جميع الأخلاق الإلهية ، وهو المبعوث - صلَّى الله عليه وسلَّم - لتكميلها وتتميمها ، فيرى نفسه تكون عين تلك اللبنة الفضيّة التي هي صورة أحدية جمع جميع الصفات الإلهية التي بعث لتكميلها إشارة إلى متبوعيّته في الأخلاق الإلهية والأوصاف والنعوت وإن كان تابعا لله - تعالى - في التخلَّق بكلّ ذلك ، فافهم ، ولهذا ما رآه إلَّا لبنة واحدة ، لأنّه متبوع لا تابع . والمقام الأحدى الجمعي الحاصل من الجمع بين التبعية والمتبوعية ينتج العلم بأحدية جمع المتبوعية الإلهية الأصلية والتابعية المربوبية العبدانيّة ، ولأحدية جمع الجمع الذاتي الصورة الذهبية من الأجسام والفضّة معنى الصفات الذاتية القابلة من وجه عين ذهبية الموصوف ، وذلك بسريان سرّ الإكسير الكماليّ الأحدي الجمعي في أجزائها . فلمّا كان هذا الوليّ الكامل التبعية لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كامل الوراثة أيضا في العلم والحال والمقام ، أعطي متبوعية من سواه في العلم بالله ، والتابعية الكبرى من الوراثة المحمدية ، والولاية الخاصّة الجمعية الأحدية ، فلا بدّ أن يرى نفسه تنطبع في موضعي لبنتي الذهب والفضّة اللتين مثّل الله له فيهما النبوّة والولاية والتبعية والمتبوعية ، فيكون عينهما ، وكان ينقص عنهما صورة حائط الكمال الخصيص بالولاية ، فافهم .
258
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 258