responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 257


يجري عليه أنموذج من جميع أحواله التي جرت على ذلك الرسول الذي هذا الوليّ وارثه وتابعه في أعماله وأحواله وعلومه وأخلاقه ومشاهده ومواجده ، لكونه قد أقامه الله مقام ذلك النبيّ أو الرسول في ولايته كذلك . ولا بدّ لهذا الوارث المحمدي الأكمل كذلك أن يرى مثل هذه الرؤيا وإلَّا لم يستكمل في ورثة وهو كامل الورث ، فيرى ذلك ولا بدّ .
قال الشيخ - رضي الله عنه - : « وأمّا خاتم الولاية [1] فلا بدّ له من هذه الرؤيا ، فيرى ما مثّل به رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويرى في الحائط موضع لبنتين ، واللبن من ذهب وفضّة . فيرى اللبنتين - اللتين ينقص عنهما الحائط [2] ويكمل بهما - لبنة فضّة [3] ولبنة ذهب ، فلا بدّ [4] أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين [ فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين ] ، فيكمل الحائط » .
قال العبد - أيّده الله به - : اعلم : أنّ الذهب صورة الكمال الحقيقي الذي به تصحّ المتبوعيّة ، وهو باطن النبوّة ومعناها وأصلها - الذي بدأت منه - ومنتهاها ، فكذلك الذهب باطن الفضّة وهو حقيقتها ، طرأ عليه قبل كماله ونضجه البرد ، فابيضّ ، والفضّة أقبل الأجساد للذهبية ، لكمال طهارتها ونوريّتها إلَّا أنّها ستبطل [5] صورتها ، وتحرقها محرقاتها ، بخلاف الذهب ، فإنّه جوهر حافظ صورته النوعية على مرور الزمان وضروب الحدثان ، فلا يتسلَّط عليه النار والتراب والكباريت كما نفذوا [6] على الفضّة التي هي صورة مظهر النبوّة والصفة ، إذ الفساد الطارئ على الأجساد إنّما متعلَّقه الصور لا الحقائق ، فإنّ الحقائق لا تنعدم ولا تتبدّل ، وإنّما متعلَّق الانعدام والتبدّل الصورة لا غير ، كذلك الولاية لا تنقطع ، فإنّ الله هو الوليّ الحميد ، وهو خير الوارثين .



[1] في بعض النسخ : خاتم الأولياء .
[2] في بعض النسخ : ينقص الحائط عنهما .
[3] في بعض النسخ : لبنة ذهب ولبنة فضّة .
[4] هذا جواب « لمّا مثّل » .
[5] في النسختين : سه سطل .
[6] في النسختين : تعدوا .

257

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست