نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 233
إحاطيا يميّزه عن معلوم آخر بخصوصياته ، فليس للحقيقة العلمية إلَّا الكشف والتمييز على وجه الإحاطة بالمعلوم ، والمعلوم هو يعطي - بكونه معلوما - صورة تعيّنية ارتساميّة في نفس العالم هي صورة معلوميّته لله - تعالى - أزلا ، وهي أزليّة أبدية قائمة - بقيام العلم الذاتي - بالذات الديموميّة القيّوميّة - وعلى هذا لا تحكم المشيّة الإلهية بقضاء وقدر على موجود إلَّا بموجب ما سبق به العلم الأزلي ، ولم يتعلَّق العلم الأزلي بكل معلوم إلَّا بحسب ما أعطى المعلوم من عينه الثابتة ، فإنّ لكلّ معلوم قدرا تقدّر وتعيّن وتميّز به في خصوصيته عن معلوم آخر ، ولم يتعيّن المعلوم في حضرة العلم الذاتي الإلهي إلَّا بقدره عند الله وقدره الذي يخصّص به . ومن حصّل هذا الكشف ، علم المأخذ والمعدن الذي لعلم الله بالمعلوم ، فافهم ، فهذا أعلى الكشوف والعلوم والشهود ، وأهله هم الواقفون على سرّ القدر ، جعلنا الله وإيّاك منهم ، إنّه عليم قدير . قال الشيخ - رضي الله عنه - : « وهم على قسمين : منهم من يعلم [ ذلك [1] مجملا ، ومنهم من يعلمه مفصّلا ، والذي يعلمه مفصّلا أعلى وأتمّ من الذي يعلمه مجملا ، فإنّه يعلم ما في علم الله فيه ] أنّ علم الله به وبأحواله الظاهرة والباطنة بحسبه فيه ، ولكنّ علمه جملي لا تفصيلي ، وكلَّي لا تعيّني ، فلا يعلم تفاصيل أحواله الوجودية قبل وقوعها على التفصيل » . والتفصيل على هذا الصنف لمن [2] يعلم تفاصيل أحواله الوجودية ظاهرها وباطنها ، كما رويت عن سيدي وسندي وقدوتي إلى الله ، الشيخ الكامل المكمّل ، أكمل ورثة المحمديين ، صدر الحق والدين ، محيي الإسلام والمسلمين ، أبي المعالي ، محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف - رضي الله عنه - وكان يتكلَّم معي في هذا المقام من سرّ القدر ، أنّ شيخنا الأكمل ، خاتم الولاية الخاصّة المحمدية ، قال له : « لمّا وصلت إلى بحر الروم من بلاد أندلس ، عزمت على نفسي أن لا أركب البحر إلَّا بعد أن أشهد
[1] آن چه را كه شارح علَّامه در اين قسمت آورده است ، در نسخ فصوص ديده نشده لذا حقير ، عبارت نسخ معتبر را با علامت در اين مقام آورده است - جلال آشتيانى - . [2] م : فمن .
233
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 233