responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 198


وكما أظهر الله من هاتين اليدين المباركتى لآدم عند تجلَّيه ، فقال له : اختر أيّتها شئت ، فقال آدم : اخترت يمين ربّي ، وكلتا يدي ربّي يمين مباركة ، ففتح - سبحانه - يمينه ، فإذا فيه آدم وذرّيّته ، ولذلك خمّر الله بيديه طينة آدم أربعين صباحا .
فكان ربّنا - تبارك وتعالى - يتجلَّى على صورته التي خلق آدم عليها ويخمّر طينته بيديه المباركتين حتى تخمّر فيها ببركة توجّهه الكلي الجمعي الإلهي سرّ أحدية الجمع الذاتي الإلهي بين يديه ، حتى بدت فظهرت في طينته ، صورته المباركة على أحسن تقويم ، وأكمل تعديل وترسيم ، فظهرت فيه جميع الحقائق الجلالية القهرية والجمالية اللطفية ، وكمل به . وفيه سرّ الإطلاق والتقييد ، والتعيّن واللاتعيّن ، فكان أكمل كون وأجمعه وأتمّه ، وأفضل مظهره وأوسعه وأعمّه .
قال الشيخ - رضي الله عنه - : « فعالم شهادة والخليفة غيب ، ولهذا احتجب السلطان [1] ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانية وهي الأجسام العنصرية الكثيفة والنورانية وهي الأرواح والعقول والنفوس وعالم الأمر والإبداع ، والعالم بين لطيف [2] وكثيف ، فهو عين الحجاب على نفسه فلا يدرك [3] الحق إدراكه نفسه ولا يزال [4] في حجاب لا يرفع مع علمه بأنّه متميّز عن موجده بافتقاره [ و ] لكن لا حظَّ له في وجوب الوجود الذاتي الذي للحق ، فلا يدركه أبدا . فلا يزال الحق من هذه الحقيقة غير معلوم علم ذوق وشهود لأنّه لا قدم للحادث في ذلك » .
قال العبد - أيّده الله به - : خلق الله آدم على صورة الرحمن ، كما نطق به الصادق الذي ما ينطق عن الهوى لأنّ الخليفة على صورة مستخلفه فيما استخلف فيه واستنيب ، وإن لم يظهر بصورة مستخلفه فما هو بخليفة .
ثم خلق الله العالم على صورة آدم لما ذكرنا أنّ العالم صورة تفصيل النشأة



[1] في بعض النسخ : ولهذا تحجّب السلطان . وفي م : يحجب .
[2] في بعض نسخ الفصوص : فالعالم بين كثيف ولطيف وفي م : من لطيف وكثيف وهو عين .
[3] م : ولا يدرك .
[4] في بعض النسخ : فلا يزال في .

198

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست