responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 193


والأسماء والصفات التي نحن صورها - وأحالنا في المعرفة والعلم به علينا بقوله الحق ، على لسان رسول الصدق : « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » فعلمنا به أنفسنا ، وعلمنا من علمنا بنا علمنا به ، فما علمناه إلَّا بنا وما علمنا [1] ما علمنا إلَّا به ، فما علمنا إلَّا إيّاه به منه فيه ، وما علمنا أنفسنا إلَّا فيه عينه ، فنحن فيه هو عينه ، وهو فينا نحن أعياننا ، لأنّا فيه شؤونه الذاتية ونسب نسب الإنّيّة الغيبية ، وهي الهوية العينية ، فإذا شهدنا فيه شهد نفسه ، وإذا شهدناه فيه أو فينا شهدنا أنفسنا ، فما نحن إلَّا وجودات تعيّنية وتجلَّيات وجوديّة ، نفسية ، ظاهرة بخصوصيات أعياننا وماهياتنا التي هي شؤونه الذاتية ونسبه - أو نسب نسبه - الغيبية الوحدانية ، فافهم .
قال - رضي الله عنه - : « ولا نشكّ أنّا كثيرون بالشخص والنوع ، وأنّا وإن كنّا على حقيقة واحدة تجمعنا ، فنعلم [ قطعا ] أنّ ثمّ فارقا ، به تميّزت الأشخاص بعضها عن بعض ، ولولا ذلك ما كانت الكثرة في الواحد » .
يعني : - رضي الله عنه - : أنّ هذه الشؤون وإن اشتركت في أنّ كلَّا منها شأن ذاتي له أو نسبة من نسب الألوهية ، ولكنّه لا بدّ أن تكون لكلّ شأن منها خصوصية ، بها يتميّز عن غيره ، فتلك الخصوصيات هي التي أوجبت تعدّد الأشخاص وتمايزها بشخصياتها عند وجودها العيني بموجب وجودها العلمي ، فالوجود وإن كان موجودا للكلّ ، ولكنّ الخصوصيات الذاتية تعيّن الوجود الواحد بحسبها ، فيختلف ظهور الوجود الحق الواحد الأحد في جميع مراتب العدد ، ويتكثّر بحسب القوابل المختلفة المتكثّرة ، ولولا هذا السرّ ، لم تظهر الكثرة المتعقّلة في الواحد ظهورا وجوديا ، ولا الكثرة الوجودية في أحدية الجمع ، كما نقول : « مدينة واحدة » مع اشتمالها على



[1] ولعمريّ إنّ ما حقّقه الشارح العظيم في المقام تمام الكلام في مسألة علمنا بالحق تارة على وجه البساطة ، وتارة على وجه التركيب والعلم المضاعف ، وإنّا نعلم ذاتنا من جهة تقوّمنا بمبدإ الوجود من دون علمنا وتوجهنا بهذا العلم ، ثم نستدلّ من جهة تقوّمنا به - تعالى - على توقّف علمنا بذاتنا على علمنا به أوّلا ، ثمّ علمنا بذاتنا وهويّتنا وعلمنا به وذاتنا مطويّان في وجود واحد ، وهناك علم واحد ينحلّ إلى علمين - آشتيانى - .

193

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست