responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 16


المأثورة ، حاوي حقائقها المشهورة والمستورة ، وهذه هي أصول العلوم الكافية الوافية ، وعن أمراض أنواع الجهالات والضلالات هي الشافية ، ولجميع الشكوك والشبه نافية ، فأنّى يخفى عليه ويبقى لديه - من علوم الحقائق وإشارات الصوفيّة - خافية باقية ؟
ثمّ النفوس - مع هذا - مغراة [1] بمعاداة ما تجهل [2] ، مضرّاة [3] بمناواة [4] من ترى أنّه أفضل ، وهي مجبولة على مماراة من تتحقّق الفضيلة في مباراته [5] ، لا بمداراة من تتبيّن الشرف في مجاراته [6] بالجدل ، وقد ظنّت الكمال في المنافسة في الأعلى والأكمل ، والمناقشة في الأولى والأمثل ، فكبّر كلّ كل أحد بما عنده من المعتقد ، الذي أول أوّلا برأيه ، وعوّل عليه ثانيا واعتمد فحجب إمّا بالعجب عمّا لم يجد ، أو بالعجب بما أدرك في زعمه ووجد ، فهؤلاء ينكرون عليّ ما ينكرون ، أو يستكثرون ويتوهّمون عدم صحّة ما لا يفهمون . * ( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) * [7] ، ثم يوم القيامة * ( بَدا لَهُمْ من الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) * [8] ، * ( بَلْ قُلُوبُهُمْ في غَمْرَةٍ من هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ من دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ ) * [9] و * ( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) * [10] فكلّ منهم على عبادة هواه عاكف ومقيم ، قد اتّخذ إلهه هواه وهو مليم ، يرغب عن الصحيح القويم ، إلى المعتلّ السقيم ، وينكب عن الرجيح المستقيم ، إلى المختلّ العقيم ، ويجنح إلى ما يرجّح في زعمه ومبلغ علمه ، فيهتمّ به وفيه يهيم ، ويحتجّ بما يختلج في وهمه وغاية فهمه بتسويل [11]



[1] أغرى بكذا : أولع به من حيث لا يحمله عليه حامل .
[2] م : مغراة بمعاداة الجهل .
[3] ضرّى وأضرى الكلب بالصيد : عوّده إيّاه وأغراه به . وفي م : مضراء .
[4] ناواه وناواه : عاداه . وفي م : بمناولة .
[5] بارى الرجل : سابقه وعارضة .
[6] جاراه : جرى معه .
[7] المطفّفين ( 83 ) الآية 14 .
[8] الزمر ( 39 ) الآية 47 .
[9] المؤمنون ( 23 ) الآية 63 .
[10] المؤمنون ( 23 ) الآية 53 .
[11] في النسختين : بتسهيل .

16

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست