responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 152


الموجود الوجودي ، لم يستعدّ استعدادا وجوديا لقبول الفيض ، والتسوية الكاملة الذاتية بمنزلة كمال الصقالة في سطح المرآة لقبول صورة الناظر ، فكذلك الاستعداد حصول التهيّؤ والصلاحية والقابلية ، فهو مستلزم ظهور صورة الناظر في المنظور فيه ، وهي لا تحصل للمظهر إلَّا بالفيض الذاتي الذي قبله قبل التسوية القابلة لظهور صورة الحق فيه ، فهي مسبوقة بتسوية قبل بها الوجود قبل هذه التسوية ، وذلك لأنّ وجود المحلّ - الذي هو العالم - سابق بالحقيقة على كونه مستعدّا لظهور صورة الحق فيه إذ لا يصحّ أن يكون مظهرا للحق وقابلا له إلَّا الحق ، وهو الوجود الحق الذي وجد به المظهر ، فالقابل للحق على الحقيقة هو الوجود المتعيّن في ماهية القابل أوّل مرّة باستعداده الذاتي غير المجعول ، وإلَّا لافتقر في حصول الاستعداد والتسوية إلى استعداد وتسوية أخرى ، وتسلسل أو دار ، ولكنّ المعلوم القابل ، له استعداد ذاتي ، غير مجعول ، معنويّ حقيقيّ هو من فيضه الأقدس الذاتي ، به يقبل الوجود في عينه وحقيقته ، وبعد تعيّن الوجود الحق فيه ، يستعدّ لقبول تجلّ أكمل ، فافهم .
ومثال تقدّم التسوية على التسوية هو أنّ الهيولى - مثلا - سوّاها الفاعل الحق لقبول صورة معيّنة طبيعية كلَّية عرشية محيطة أو محاطة ، محيطة بالنسبة والإضافة ، طبيعية كذلك أو عنصرية كلَّية أسطقسيّة . ثمّ بعد قبول صورة العناصر تستعدّ لقبول صورة المعادن ، وبعده لصورة النبات ، ثم الحيوان ، وهكذا تقبل في الحيوانية صورة بعد صورة وتسوية بعد تسوية ، لا أنّ هيولى صورة من هذه الصور الجنسية أو النوعية تنتقل من صورة إلى أخرى ، ولكن إنّها صورة شخصية فرضت من أيّ نوع كان ، فإنّه له مراتب في وجوده إلى أن يبلغ الغاية ، فإنّه متحوّل من صورة إلى صورة ، كما قال تعالى :
* ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ من سُلالَةٍ من طِينٍ ) * وهو أوّل إنسان وجد * ( ثُمَّ جَعَلْناه ُ ) * ، أي الإنسان * ( نُطْفَةً في قَرارٍ مَكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناه ُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) * [1] . فكلّ صورة من



[1] المؤمنون ( 23 ) الآيات 12 - 14 .

152

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست