نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 146
ونسب ذاته سابقة التعلَّق على الظهور الأسمائي في العالم قبل الكون الجامع ، ولكن من حيث ظهور الإنسان من حيث الصورة العنصرية لمظهريّتها ، فإنّ تعلَّق المشية آخر بموجب الترتيب الحكمي الوجودي ، فإنّ الإنسان أوّل بالحقيقة ، والآية في البداية ، آخر في الغاية والنهاية ، ظاهر بالصورة ، باطن بالسرّ والسورة ، جامع بين الأوّلية والآخرية ، والباطنية والظاهرية . وجمعيّته لكونه برزخا جامعا بين بحري الوجوب والإمكان والحقّية والخلقية . وأمّا حصره الأمر فلكونه موجودا بالرتبة الكلَّية الجامعة بين المراتب ، ولكون الأمر محصورا في نفسه بين الوجود والمرتبة . فلمّا كانت مرتبته كلية جامعة بين مرتبتي الحقّية والخلقية ، والربانية والعبدانية ، تمّ بعين الوجود الحق في مظهريته بحسبها كليا جمعيا أحديا ، والمرتبة منحصرة بين الحق الواجب والخلق الممكن ، معمورة [1] بهما ، فالحق أبدا حق ، والخلق أبدا خلق ، والوجود في مرتبة الحقية حق ، وفي مرتبة الخلقية خلق ، وفي النشأة الجامعة حق خلق جامع بينهما مطلقا عن الجمع بينهما أيضا ، فالدائرة الوجودية - كما سبق - محيطة بقوسين ، ومنقسمة بقسمين ، ومنصّفة بشطرين على قطرين : فالشطر الأعلى للحقيّة والوجوب ، فإنّ الفوقية والعلوّ حق الحق ، والشطر الأدنى للكون والخلق ، والبرزخ يظهر بالنعتين [2] ، ويصدق عليه إطلاق الحكمين ، وله الجمع بين البحرين ، وليس له نعت ذاتي سوى الجمعية والإطلاق ، فله أن يظهر مظهرية الأسماء والمسمّيات والذات على الوجه الأوفى . وفي حقّه يصحّ أن يقال : يرى أعيانها أو يرى الحقّ نفسه في كون جامع فإنّ رؤية الحقّ نفسه في كون غير جامع لما هو عليه ليست كرؤيته نفسه في مرآة كاملة جامعة لظهور آثاره وأحكامه تماما كما قال : « أن يرى عينه في كون جامع يحصر الأمر لكونه متّصفا بالوجود » فإنّه كان يرى عينه في عينه رؤية ذاتية عينية غيبية ، ويرى حقائق