نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 131
إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)
حضرة السبّوح ، فيخلص لله طاهرا مقدّسا عن كلّ شرب [1] . وأمّا النفث فهو إرسال النفس بجمعية الباطن والعزيمة ظاهرا عند الدعوات ، وهاهنا هو صورة كلام روحاني يظهر في باطن النفس من الأرواح الكلَّية العالية ، أشار إلى ذلك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : « إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ أحدا لن يموت ، حتى يستكمل رزقه » وقد يكون الوحي والإلقاء والنفث من الأرواح الخبيثة الشيطانية في النفوس الملوّثة بالأغراض النفسية ، وقد استعاذ من ذلك وأمر بالاستعاذة منه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله : « ومن همزة ولمزة ونفثه ونفخه » ولولا صحّة ثبوت تلك الرقيقة والنسبة - التي منها تصل المادّة الوجودية إلى هذه الصور الشيطانية الانحرافية - وتحقّقها من الإنسان الكامل ، لما استعاذ ، و [ لما ] أمر بالاستعاذة لتحقّق التنافي والتضادّ وعدم الاحتياج لعدم الجامع ، كما في الملائكة مع الشياطين ، فافهم . فنفث الشيطان كإلقائه إلى أوليائه ، كما قال تعالى : * ( وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ ) * [2] ولمّا اختصّ - رضي الله عنه - بالإلقاء السبّوحي ، فكان جميع ما ألقي إليه مدّة عمره في جميع تصانيفه من حضرة الله السبّوح القدّوس ، أو من التجلَّيات الذاتية الاختصاصية وإن لم يكن سند الإلقاء العلمي للذات المطلقة من حيث هي هي ، ولكنّ القدس الذاتي والتنزيه الإطلاقي سار في جميع الحضرات التي منها يلقي الله إليه . والنفث الروحي إشارة إلى روح الله الملقى في صورة روحانية محمّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - . قال - رضي الله عنه - : « في الروع النفسي » يعني في محلّ نفث الروح ، وهو باطن النفس وظاهر القلب ، فيكون نفث الروح من باطن القلب إلى ظاهره في باطن النفس حتى يردعها عن الرذائل وينزعها [3] ويروعها ، ويودعها الرغبة في الفضائل ، ويضعها فيها فتنفعها ، فيكون من الله العاصم للمعتصمين به بالعصمة الإلهية الفرقانية من علم