نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 44
الوصول إلى الوجود ، وكنه طرف البطون منه ، كما أنّه إذا امتزج ب « ميم » الجمعيّة العلميّة والكمال هو « الحمد » الدالّ على تمام مرتبة الإظهار . وممّا يؤيّد هذا تأييدا بيّنا أنّ ما بطن في « لله » من بيّنات أصله هو الظاهر في الحمد بعينه [1] كما لوّح إليه . على أنّ الحاء والميم - اللتين هما تمام الأسماء الإحصاء [2] - والألف واللام والميم ، التي هي تمام مرتبة الإظهار - كما اومي إليه - قد انطوت في « الحمد » مع الدال ، على الصورة الجمعيّة لها . ثمّ إنّ الحاء والميم كما أنّهما إذا ظهرتا بالدال هو « الحمد » - كما بيّن - كذلك إن أحاطتا بكاف كنه الكلّ هو « الحكم » . ثمّ اعلم أنّ للألف تنزّلا من سماء قدس تجرّده الذاتي وعلوّ تنزّهه الحقيقي إلى أرض عرضه المزاجي ، وهي باء بسطها [1] وبيانها ، وصورة ذلك هو « ل » وهو
[1] إن باء البسط هو بسط بسيط المكان ، ومحيط الزمان ، الذين هما عرض مدار الوجود وملاك حركته العرضيّة التي هي مناط بقاء الكتاب المنزل إلى يوم القيامة لإيصال فائدة الإنزال إلى الحاضرين والغائبين - زمانا ومكانا - فلو لم ينزل الألف إلى أرض عرض محيط الزمان ، وبسط بسيط المكان بصورة ل - أي ألف ب - لبقي الغائبون زمانا ومكانا محرومين عن فيض نيل الاهتداء بهداية الله تعالى . فصورة « ل » بين صورة المبدء - وهي الألف القائم طولا - وبين صورة المنتهى - وهي الميم الكاشف عن رمز الدائرة الإحاطيّة - هي الصورة الدنياويّة النازلة من المبدء ، الراجعة إلى الآخرة ، والواسطة الرابطة بينهما . فالألف يوم الأمس ، والميم يوم الغد ، واللام فيما بينهما ، كاليوم بين الأمس والغد ، وهو الزمان الذي يتكون شيئا فشيئا ، ويتصرّم تدريجا إلى أن ينتهى بوجوده التدريجي الذي لا بداية له ولا نهاية إلى يوم القيامة . فالألف حرف المبدء والميم حرف المعاد واللام حرف الدنيا والدنيا بلغة إلى الآخرة والدنيا دار هدنة وبلاغ ومزرعة الآخرة ، وهذه الدقيقة هي لطيفة من لطائف أسرار ( ا ل م ) ، وفي زوايا المقام خبايا لا تكاد تحصى ، ولا مجال لأمثالنا في عرصة منالها : < شعر > « أي مگس عرصه سيمرغ نه جولانگه تست » < / شعر > - نوري . لا يتوهمن المنافاة بين كون الزمان لا بداية له ولا نهاية ، وبين كون نشأته مفطورة على الانتهاء إلى يوم القيامة ، الذي نشأته خارجة من نشأة الزمان ، نتيجة لها . وقد مضى كون نشأة الزمان نشأة دنياويّة داثره زائلة باطلة ، ونشأة الآخرة الحقة نشأة سرمديّة أبدية لا يدثر ولا يزول والدنيا غير باقية عند ظهور الآخرة ، كيف لا ، وهي بلغة وطريقة إلى الآخرة . والطريق ينتهي إلى المنزل والمقصد غير باق عنده - نوري . وسرّ عدم المنافاة كون نشأة الآخرة - ولا سيما الجنة - باطن الدنيا ، ويوم القيامة الكبرى باطن باطن الزمان والمكان الدنياوي - نوري . [1] بينات « للَّه » ا م ، ا م ، ا 83 الحمد . [2] حا + ميم 99 ، عدد الأسماء التي ورد في الحديث المعروف : إن للَّه تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة ، من أحصاها دخل الجنة .
44
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 44