responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه    جلد : 1  صفحه : 323


على الأسماء كلَّها بقوله : ( ثمّ إنّ الذات لو تعرّت عن هذه النسب لم تكن إلها ، هذه النسب أحدثتها أعياننا ، فنحن جعلناه - بمألوهيّتنا - إلها ) ضرورة أن العبد القابل هو الذي صار سبب تطوّرات الذات في طيّ صنوف التعيّنات ، ( فلا يعرف ) الحقّ ( حتّى نعرف ) نحن ( قال عليه السّلام [1] : « من عرف نفسه عرف ربّه » [1] - وهو أعلم الخلق باللَّه ) .



[1] سئل قبلة العارفين علي أمير المؤمنين عليه السّلام عن معنى هذا الحديث النبوي ؟ فقال عليه السّلام : « من عرف نفسه بالاحتياج ، عرف ربّه بالغنى ، ومن عرف نفسه بالفناء عرف ربّه بالبقاء » - الحديث . وحاصله هو ما قال عليه السّلام في التوحيد الحق وحق التوحيد - كما في بحار الأنوار نقلا عن الاحتجاج - : « توحيده تمييزه عن خلقه ، وحكم التمييز بينونة صفة ، لا بينونة عزلة رب مربوب ، خالق مخلوق » . وأقول : من عرف حق معنى هذا الحديث العلوي عرف حق توحيد الحق الغني المطلق ، فان بينونة الحكم والصفة برفع بينونة العزلة ، ثمرة شجرتها إن هي إلا الوحدة في عين الكثرة ، والكثرة في عين الوحدة ، والجمع في عين الفرق وبالعكس ، ولا يتمكَّن من احتمال حقّ معناه ولبّ مغزاه إلا ملك مقرب ، أو نبيّ مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان - وهو الأوحدي الوحيد ، والمولوي الفريد في دهره - نوري . لا يخفى على إخوان الصفا أن لهذا الحديث النبوي وكذلك للعلوي المترجم له ظهرا وبطنا ، كما قال صلَّى الله عليه وآله : « يا علي التوحيد ظاهره في باطنه ، وباطنه في ظاهره ، ظاهره موصوف لا يرى ، باطنه موجود لا يخفى ، يطلب بكل مكان ، ولم يخل عنه مكان طرفة عين ، حاضر غير محدود ، غائب غير مفقود » . والمراد من المكان هاهنا المكانة ، أي المرتبة ، صوريّة كانت ، أم معنوية - نوري . قوله صلَّى الله عليه وآله : موصوف لا يرى . أي محتجب بخلقه الذين تعرف لهم بهم ، واحتجب بهم عنهم . كما قال علي عليه السّلام : « تجلى للأوهام بها ، وامتنع بها عنها » - نوري .
[1] مضى في ص 135 .

323

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست