نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 148
وأمّا آدم فهو مشتمل على الصورتين ( فلهذا كان آدم خليفة ، فإن لم يكن ظاهرا بصورة من استخلفه فيما استخلفه فيه ) - ) * من وضع الصور وإظهارها ، والكشف عن كنه مراده منها - ( فما هو خليفة ) ضرورة أنّ الخليفة هي المنفّذة لأحكام المستخلف إلى أن ينساق إلى غايتها المراد منها . فلزم من هذه الشرطيّة الأمر الأوّل - وهو اشتماله على صورة الحق - كما لزم الثاني من قوله : ( وإن لم يكن فيه جميع ما يطلبه الرعايا التي استخلف عليها ) فما هو خليفة أيضا وحذف التالي اكتفاء بما سبق منه وبيان الشرطيّة واضح ( لأنّ استنادها ) أي الرعايا ( إليه ، فلا بدّ أن يقوم بجميع ما تحتاج إليه ، وإلَّا فليس بخليفة عليهم ) . ( فما صحّت الخلافة إلَّا للإنسان الكامل ) باشتماله الصورتين ، واحتوائه النشأتين ( فأنشأ صورته الظاهرة [1] من حقائق العالم وصوره ، وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ، ولذلك قال فيه [1] : « كنت سمعه وبصره » ، وما قال : « كنت عينه واذنه [2] » ففرّق بين الصورتين ) تمييزا لليدين وتفصيلا لما
[1] يعني من « صورته الظاهرة » مجرد صورته الطبيعيّة ، بما هي طبيعيّة ، غير شاعرة ولا مستشعرة إلا بالعرض - نوري . [2] بل العين والاذن العالميتان الصوريتان من الإنسان صورتان من بصره وسمعه الروحانيين الإلهيين . إذ الصور العالمية - كما مر - هي قوالب المعاني الإلهيّة ، والإنسان الكامل هو الجامع بين المعاني والأرواح الإلهية وبين الصور والقوالب العالميّة ، ومنزلة العالم من حضرة الحق منزلة الصورة من المعنى . < شعر > وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد < / شعر > والإنسان الكامل المسمى بجامع الجوامع ، مجمع المجامع من الطرفين : طرف المعنى وطرف الصورة ، وعنهم عليهم السّلام : « لنا حالات مع الله نحن هو ، وهو نحن ، وهو هو ، ونحن نحن » - تثبّت فيه - نوري . [1] مضى الحديث في ص 136 .
148
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 148