نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 135
( وبذلك وردت الإخبارات الإلهيّة على ألسنة التراجم [1] إلينا ) فإنّ تلك الألسنة هي صور وجوه العبيد المحدثين ( فوصف نفسه لنا بنا ) حيث تبيّن أنّا نحن عين أوصافه من العلم والحياة وما يتبعهما . وقد ظهر من ذلك العين ما ورد في التنزيل : * ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّه ُ الْحَقُّ ) * [ 41 / 53 ] * ( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله ) * [ 76 / 30 ] و « من عرف نفسه فقد عرف ربّه [2] » .
[1] قال قبلة العارفين علي أمير المؤمنين عليه السّلام : « تجلَّى للأوهام وامتنع بها عنها » ومن هاهنا قيل : < شعر > « بدت باحتجاب واختفت بمظاهر » < / شعر > كما قال - عزّ من قائل - باللسان القدسي منه سبحانه : « كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف ، فخلقت الخلق لأعرف » أي احتجبت بالخلق لكي اعرف بهم وبحجب أعيانهم التي هي مظاهر جمالي ومجالي جلالي ومرايا كمالي . « اللهم يا من احتجب بشعاع نوره عن نواظر خلقه ويا من خفى من فرط ظهوره » - نوري . وفي الرجبيّة الخارجة من الناحية المقدسة : « فجعلتهم معادن لكلماتك ، وأركانا لتوحيدك ، وأيامك ومقاماتك ، التي لا تعطيل لها في كل مكان ، يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينها وبينك إلا أنهم عبادك وخلقك ، بدؤها منك وعودها إليك ، فتقها ورتقها بيدك ، أعضاد وأشهاد ومناة وحفظة وروّاد ، فبهم ملأت سمائك وأرضك ، حتى ظهر أن لا إله إلا أنت » . « يا باطنا في ظهوره وظاهرا في بطونه ومكنونه » - نوري . لعمر إلهي إن الذين بهم ملأ الله سبحانه سماءه وأرضه حتى ظهر أن لا إله إلا هو لهم الختميّون الذين هم محمد وآله ، الذين هم العلويّة العليا ، والفاطميّة الزهراء وأولادهما ، الذين هم مصابيح الدجى مَثَلُ نُورِه ِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) * الآية [ 24 / 35 ] - نوري . [2] مصباح الشريعة : الباب الثاني والستون ( ص 41 ) عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله . عنه البحار : 2 / 32 ، ح 22 . وجاء في رسالة الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح المنقول في البحار ( السماء والعالم ، باب حقيقة النفس والروح : 61 / 91 ) : « وقد قال العالم الرباني الذي أوجب الله حقه : من عرف نفسه فقد عرف ربه » . ونسبه الآمدي إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ( الغرر والدرر ، الرقم 7946 ) وكذا ابن أبي الحديد ، ضمن الحكم الغير الموجودة في نهج البلاغة التي أوردها في آخر شرحه : رقم 339 ، 20 / 292 . وجاء أيضا في صحيفة إدريس النبي عليه السّلام ( التي أوردها المجلسي - قده في البحار بترجمة ابن متويه عن السريانية : خاتمة كتاب الذكر ، 95 / 456 ، الصحيفة الرابعة ، صحيفة المعرفة ) : « من عرف الخلق عرف الخالق ، ومن عرف الرزق عرف الرازق ، ومن عرف نفسه عرف ربه » وفي كتب العرفاء ورد كثيرا منسوبا إلى النبي صلَّى الله عليه وآله : جامع الأسرار : 270 و 308 و 315 .
135
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 135