نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 353
[ معنى تصديق إبراهيم عليه السّلام الرؤيا مع عدم ذبح الولد ] ثمّ إنّ إبراهيم ما صدّق في هذه الرؤيا ، لأنّ الصورة المرئيّة مأولة بالكبش - وهو الذي ذبح - ( فلو صدّق في الرؤيا لذبح ابنه وإنّما صدّق الرؤيا في أنّ ذلك ) المرئي ( عين ولده ، وما كان عند الله إلَّا الذبح العظيم ) يعني الكبش ( في صورة ولده ) ، ) * وذلك ليس فداء لإسحاق وصورته في الخارج ، ( ففداء [1] لما وقع في ذهن إبراهيم ما هو فداء في نفس الأمر عند الله ) . وذلك أنّ قهرمان منزلته الرفيعة وقربته [2] القريبة لما اقتضى القربان ، وأظهر الله تلك الصورة من غيب قلبه وبطونه إلى مجالي مشاعره وقواه ، تيقّن بفداء ما هو الأعزّ عنده والأحبّ لديه ، ( فصوّر الحسّ الذبح ، وصوّر الخيال ابن إبراهيم فلو رأى الكبش في الخيال لعبّره بابنه أو بأمر آخر ) يكون أعزّ عنده منه - كما سبق بيانه - . ( ثمّ قال : * ( هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ) * [ 37 / 106 ] أي الاختيار المبين - أي الظاهر ، يعني الاختبار في العلم - ) الذي يتبيّن به الأسرار الخفيّة ، وهو أنّه ( هل يعلم ما يقتضيه موطن الرؤيا من التعبير ، أم لا ؟ ) وليس الاختبار في علوّ الهمّة وكمال الإيثار ، ليكون ذبح الابن فيه منجحا . وملخّص الكلام هاهنا : أنّ للحقّ في إفاضة عوارف اللطائف وتوشيح الكلمة الإبراهيميّة نوعين من الإمداد في جهتين منها : أحدهما ما يتعلَّق