نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 8
بالقيام على حفظ الناموس الإلهي ، ويسمونهم الإخوان الفضلاء الكرام . والرابعة هي المرتبة العليا التي يدعون إليها إخوانهم كلهم في أي مرتبة كانوا ، وتكون من الذين أتموا الخمسين ، وأشبهوا الملائكة بقبول التأييد ومشاهدة الحق عياناً ، والوقوف على أحوال الآخرة . فمن النظر إلى هذه المراتب الأربع نرى بعد انظار الإخوان في بث دعوتهم في مختلف الطبقات لتعميم آرائهم وعقائدهم ؛ واعتمدوا في المرتبة الأولى على الشبان خصوصاً لسلامة صدورهم وشدة اندفاعهم في تأييد ما تستمال إليه قلوبهم ، مع ما هم عليه من مزيّة الارتياض بالطاعة وقبول العلم والإرشاد . ونجدهم في رسائلهم يبعثون مندوبين من قبلهم إلى أشخاص من ذوي الرئاسة والجاه والمال ، ويوصونهم أن يتلطفوا في دعوتهم واستمالتهم إلى مذهبهم ليكونوا لهم سنداً تشتدّ به قواهم ، لما نالهم من الاضطهاد وسوء القالة ، فاستتروا تقية من السلطان ورجال الدين لئلاًّ يتعرضوا لأخطار تؤذيهم ولا تجديهم فتيلاً ، فإنهم وإن كانوا من أهل الدعوات الباطنية ، ولهم قرابة بالقرامطة أو الإسماعيلية ، لقد خالفوهم في عقيدة الخروج على أولي الأمر ، والاستنصار بالفتك والترويع والاستيلاء على البلدان لبلوغ غاياتهم . وأحمدوا الإخلاد إلى السكينة ، وانتظار الوقت الملائم للثورة والعصيان . وتداعوا إلى العمل الصالح في تثقيف العقول والنفوس بمذهب بجمع الفلسفة والدين موفقاً بينهما في طريق المحبة وصفاء الأخوّة فيزول ما علق بالشريعة من الجهالات والضلالات ، ويحصل الكمال للإنسان . عصرهم ؛ مذهبهم وكان عصرهم ، بحالتيه السياسية والفكرية ، يساعدهم على بث آرائهم في المجتمع الإسلامي ، فإن ضعف الدولة العباسية سجع العلويين على طلب الاستقلال وموالاة الثورات والفتن ، فظهر دعاتهم في المغرب والعراق ، واستولوا على النواحي القاصية ، وأسسوا لهم ممالك فيها ، فكان منهم الأدارسة
8
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 8